٢ ـ وصيغة منتهى الجموع (١) هى : كل جمع تكسير بعد ألف تكسيره حرفان (٢) ، أو ثلاثة أحرف ، بشرط أن يكون أوسط هذه الثلاثة حرفا ساكنا (٣) ، نحو : (معابد ـ أقارب ـ طبائع ـ جواهر ـ تجارب ـ دوابّ ...) وكذلك (مناديل ـ عصافير ـ أحاديث ـ كراسىّ ـ تهاويل ـ ...)
ومن هذه الأمثلة ـ وأشباهها ـ يتضح أن صيغة منتهى الجموع قد تكون على وزن : «مفاعل» ، و «مفاعيل» ؛ كمعابد ومناديل. وقد تكون على أوزان أخرى ينطبق عليها وصف تلك الصيغة ؛ كباقى الأمثلة السالفة.
«ملاحظة» :
يجرى على ألسنة فريق من النحاة أن صيغة منتهى الجموع هى : جمع التكسير المماثل لصيغة «مفاعل ، ومفاعيل». لكنهم يريدون بالمماثلة : أن الكلمة خماسية أو سداسية ، والحرف الأول مفتوح فى الحالتين ـ سواء أكان ميما أم غير ميم ـ وأن الثالث ألف زائدة يليها كسر الحرف الأول من حرفين بعدها أو من ثلاثة أحرف أوسطها ساكن ... فليس المراد بالمماثلة أن تكون جارية على أسس الميزان الصرفى الأصيل الذى يراعى فى صوغه عدد الحروف الأصلية والزائدة ، وترتيبها ، وحركاتها ، وسكناتها ، مع النطق بالحروف الزائدة كما
__________________
(١) سبب هذه التسمية موضح فى : «ه» من ص ٢٠٣.
(٢) وقد يكون أحد الحرفين مدغما فى الآخر ؛ نحو : خواصّ ـ عوامّ ـ دوابّ ...
(٣) وقد يكون الثانى الساكن ياء مدغمة فى مثلها ، بشرط وجود هذه الياء المشددة فى المفرد أيضا.
نحو : كراسىّ ـ قمارىّ (لنوع من الطيور المفرد : قمرىّ) وبخاتىّ ، (لنوع من الإبل ، المفرد : بختى). فليس من هذا ما يكون آخره ياء مشددة زائدة للنسب أو لغيره : نحو : رباحىّ (نسبة إلى بلد) حوارىّ (ومن معانيه : الناصر) لأن هذه الياء المشددة ليست فى المفرد.
وقد خلت المراجع المتداولة ـ كالصبان ، والهمع ، والتوضيح ، والتصريح ـ من اشتراط أن يكون الساكن حرف علة ، وهو هنا الياء ؛ ليصير بها الجمع على وزن «مفاعيل» واكتفت جميعا باشتراط سكونه. إلا أن «الخضرى» فى آخر باب «جمع التكسير» نص على هذا صراحة ، بقوله : (لا يقع بعد ألف التكسير ثلاثة أحرف إلا وأوسطها ساكن معتل كمصابيح) اه. ويترتب على هذا أن تكون كلمة «أرادب» المجموعة الممنوعة من الصرف ـ وأمثالها ـ غير مشددة الباء مع أن مفردها : «إردبّ» بشد الباء ، ومع أنها مضبوطة بالشكل فى : «لسان العرب» بالتشديد ضبطا كتابيا فقط ، بوضع شدة فوق الباء خلافا لبعض المعاجم الأخرى. ويظهر أن ما قاله «الخضرى» هو الأعم الأغلب ، وأن غيره هو النادر الذى يقتصر فيه على السماع.