قياسا على : تركا مسيئا ، بمعنى تركا المسىء ، ومن هذا المصدر الناصب لمفعوله انتقل لفظ «بله» ولكن بغير تنوينه ـ إلى اسم فعل بمعناه (١) ...
__________________
(١) إذا كان الاسم بعد : «بله» منصوبا منونا جاز أن تكون مصدرا عاملا معربا كمصدر فعلها المعنوى : «ترك» الذى مصدره : «ترك» وجاز أن تكون اسم فعل أمر مبنيا بمعنى : اترك ، والقرائن ـ إن وجدت ـ هى التى تحدد أحد الأمرين ؛ فإن كان الاسم بعدها مجرورا وجب أن تكون مصدرا مضافا ـ لأن اسم الفعل لا يكون مضافا ـ والاسم المجرور هو المضاف إليه. فكلمة : «بله» مثل كلمة «رويد» كلتاهما تتعين مصدرا إذا كان الاسم بعدها مجرورا بالإضافة إليها ، وتصلح مصدرا أو اسم فعل إذا نصبته. وتكون فتحتهما فتحة بناء إذا كانا اسمى فعل ، وفتحة إعراب فى غيرها.
ولها استعمالات أخرى تجىء فى «ب».
وفى الكلام على اسم الفعل المنقول من جار مع مجروره ، (مثل : عليك ـ إليك) أو من ظرف مكان ، (مثل : دونك ... مكانك ..) أو من مصدر له فعل من لفظه ؛ (نحو : رويد ..) أو ليس له فعل إلا من معناه ؛ (مثل : بله) ـ يقول ابن مالك :
والفعل من أسمائه : «عليكا» |
|
وهكذا «دونك» ... مع «إليكا» |
كذا : «رويد ، بله» ، ناصبين |
|
ويعملان الخفض مصدرين |
وقد تبين فى البيت الثانى : أن «رويد» و «بله» قد يكونان اسمى فعل إذا نصبا ما بعدهما ، وترك التفصيل الضرورى لهذا النصب. وأنهما يعملان الخفض فيما بعدهما إذا بقيا على أصلهما مصدرين مضافين ؛ فيجران بعدهما الاسم باعتباره «مضافا إليه». فهذا الجر دليل على بقائهما مصدرين حتما ـ لأن اسم الفعل لا يضاف ولا يعمل الجر مطلقا ، كما سبق ـ أما نصبه فلا يكفى وحده للقطع بأنهما مصدران حتما ، أو اسمان لفعلين حتما ، إنما يصلحان للأمرين عند عدم القرينة التى تعين أحدهما دون غيره. وعدم التنوين فى «رويد» هو القاطع فى أنها «اسم فعل» عند نصب الاسم بها.