ونحو : رويد مدينا ؛ فإن الإمهال مروءة ... فكلمة : «رويد» فى الأمثلة السالفة اسم فعل أمر ، مبنى ، غير منون.
وأصل المصدر : «رويد» هو : «إرواد» ، مصدر الفعل الرباعىّ : «أرود» ، ثم صغّر المصدر (١) : «إرواد» تصغير ترخيم ؛ بحذف حروفه الزائدة ؛ فصار : «رويد» (٢) ، ثم نقل بغير تنوين إلى اسم الفعل ...
وقد يكون اسم الفعل منقولا من مصدر ليس له فعل من لفظه ، لكن له فعل من معناه ، مثل كلمة : «بله» ـ بغير تنوين ـ بمعنى : اترك ؛ تقول : بله مسيئا قد اعتذر ، واغفر له إساءته ، أى : اترك ... والأصل : بله المسىء ... بمعنى : ترك المسىء ، من إضافة المصدر لمفعوله. ومن الجائز أن يكون الأصل : بلها مسيئا ... باستعمال كلمة : «بلها» (٣) مصدرا ناصبا معموله ؛
__________________
(١) وهذا المصدر المصغر ينصب المفعول به جوازا ولو لم ينقل إلى اسم الفعل ، بالرغم من أن شرط إعمال المصدر ألا يكون مصغرا (كما تقدم فى بابه ح ٣ ص ١٦٧ م ٩٩) لأن هذا الشرط حتمى فى غير المصدر : «رويد» الذى ورد به السماع عاملا وغير عامل ـ أما تفصيل الكلام على تصغير الترخيم ففى ص ٦٥٤ ـ.
(٢) لكلمة : «رويد» حالتان ؛ أولاهما : أن تكون مصدرا معربا باقيا على مصدريته وإعرابه. والأخرى أن تترك المصدرية والتنوين ، وتنتقل إلى حالة جديدة هى «اسم فعل الأمر» على الوجه الذى شرحناه.
وفى الحالة الأولى التى تظل فيها مصدرا معربا قد تكون مصدرا معربا نائبا عن فعل الأمر المحذوف. إما منونا ناصبا مفعولا به ، نحو : رويدا عليا ، وإما مضافا إلى المفعول به ، نحو : رويد علىّ ، فلفظ : «رويد» فيهما مصدر منصوب بفعل الأمر المحذوف ، بمعنى : «أرود» ، وفاعله مستتر فيه وجوبا. وكلمة : «على» مفعول به منصوب فى الأول ، ومضاف إليه مجرور فى الثانى. وإما منونا غير ناصب مفعوله ، نحو : رويدا يا سائق ؛ فيكون نائبا عن فعل الأمر المحذوف أيضا.
ويصح استعماله مصدرا غير نائب عن فعل الأمر فينصب منونا إما حالا ؛ نحو قرأت الكتاب رويدا ؛ بمعنى : مرودا ، أى : متمهلا ، وإما نعتا لمصدر مذكور ـ فى الغالب ـ نحو : سارت الوفود سيرا رويدا ، أى : سيرا متمهلا ؛ أو لمصدر مقدر ، نحو : تحركت سيارة رويدا أى : سيرا رويدا (وكان المصدر هنا نعتا لمحذوف لا حالا ؛ فرارا من أن يكون صاحب الحال نكرة بغير مسوغ).
وقد تقع «ما» الزائدة بعد «رويد» على الوجه الآتى فى : «ا» ص ١٤٦.
(٣) ورد فى حاشية الخضرى تنوين «بلها» ولا أدرى أهذا التنوين مسموع ، أم هو افتراضى حملا على المصدر : تركا ، كما أظن؟.