وهذا هو الغالب فى معناها ، وقد تكون بمعنى : «خذ» ، نحو : إليك الوردة ، أى خذها(١) ...
ومنه : «إلىّ» ، بمعنى : أقبل ، نحو : إلىّ ـ أيها الوفىّ ـ فإنى أخوك الصادق العهد.
والأحسن فى الأمثلة السالفة ـ وأشباهها ـ إعراب الجار ومجروره معا ، اسم فعل مبنى ، لا محل له من الإعراب (٢).
٢ ـ وإما منقول من ظرف مكان (٣) ؛ مثل : «أمامك» ؛ بمعنى تقدم. و «وراءك» ؛ بمعنى : تأخّر ، تقول : أمامك إن واتتك الفرصة ، وساعفتك القوة. ووراءك إن كان فى إدراك الفرصة غصّة ، وفى نيلها حسرة وندامة.
ومثل : «مكانك» ، بمعنى : اثبت (٤) ، تقول لمن يحاول الهرب من أمر يمارسه : مكانك تحمد وتدرك غايتك.
ومثل : «عندك» بمعنى : خذ. تقول : عندك كتابا ، بمعنى : خذه (٥).
والأيسر اعتبار الظرف كله (بما اتصل بآخره من علامة تكلم أو خطاب أو غيبة) هو اسم الفعل (٦).
٣ ـ وإما منقول من مصدر له فعل مستعمل من لفظه ؛ مثل ؛ «رويد» (بغير تنوين) بمعنى : تمهّل وبمعنى أمهل ؛ نحو : رويد ـ أيها العالم ـ لقوم يتعلمون ؛ فإن التمهل داعية الفهم ، والفهم داعية الاستفادة. ومثل قول الشاعر :
رويدك (٧) ، لا تعقب جميلك بالأذى |
|
فتضحى وشمل الفضل والحمد منصدع |
__________________
(١) فهو بهذا المعنى متعد. وهو بالمعنى الأول لازم ، وكلاهما قياسى هنا. ولا قوة للرأى الذى ينكر المعنى الثانى.
(٢) وبهذا الإعراب الذى أشار به بعض النحاة والذى له إيضاح مفيد يأتى فى (رقم ٢ و ٣ من هامش ص ١٥١) نأمن كثيرا من الاعتراضات والمغامز التى فى غيره. ولن يترتب على الأخذ به إساءة للمعنى ، أو لصحة التركيب. وإذا جاء تابع بعد اسم الفعل المنقول من جار مع مجروره فتبوعه هو فاعل اسم الفعل ؛ نحو عليك أنت نفسك بالأعمال العظيمة. فالضمير : «أنت» توكيد للفاعل : «أنت» المستتر وجوبا. وكلمة : «نفس» توكيد له أيضا.
(٣) التقييد بالمكان منقول صراحة من شرح التوضيح ، وهو المفهوم من كل الأمثلة. ـ ثم انظر رقم ٢ من هامش الصفحة السابقة ـ
(٤) فيكون لازما. وحكى الكوفيون تعديته ، وأنه يقال : مكانك محمدا ، أى : انتظره.
(٥) انظر لسان العرب ـ ج ٤ ص ٣٠٣ ـ حيث الكلام على : «عند».
(٦) يوضح هذا ما يجىء فى رقم ٢ و ٣ من هامش ص ١٥١.
(٧) الكلام على هذه الكاف فى ص ١٥٤.