(الْكافِرُونَ)(١)) ـ وقد يكون اسم الفعل : «وى» مختوما بكاف الخطاب (٢) ، ومنه قول عنترة :
ولقد شفى نفسى وأبرأ سقمها |
|
قيل الفوارس : ويك ـ عنتر ـ أقدم |
واسم الفعل المضارع مبنى حتما ، ولا بد له من فاعل مستتر وجوبا ، وهو مثل فعله فى التعدى والملزوم.
ثالثها : اسم فعل ماض ـ وهو قليل ؛ كالسابق ـ ، ومنه : «هيهات» ، وكذا : «شتّان» وقد تقدما. والصحيح الفصيح فى «شتان» أن يكون الافتراق خاصّا بالأمور المعنوية (٣) ؛ كالعلم ، والفهم ، والصّلاح ؛ تقول : شتان (٤) علىّ ومعاوية فى الشجاعة ، وشتان المأمون والأمين فى الذكاء ، وشتان الإيثار ، والأثرة (٥) ؛ فلا يقال شتّان المتخاصمان عن مجلس الحكم ، ولا شتان المتعاقدان عن مكان التعاقد ... (٦)
واسم الفعل الماضى مبنى فى كل أحواله كغيره من سائر أسماء الأفعال ، ولكنه
__________________
(١) فى كلمة : «وى» ـ فى الآية الكريمة ، وما يماثلها ـ آراء أخرى. منها : رأى «ابن عباس» وبه أخذ «سيبويه» وملخصه ، أن «وى» كلمة زائدة ، يستعملها النادم ؛ لإظهار ندمه ، وأنها مفصولة من «كأنه».
(٢) انظر رقم ٩ من ص ١٥٤.
(٣) لهذا إشارة فى رقم ٣ من هامش ص ١٣٨ ، ثم انظر رقم ٢ من هامش ص ١٥٢.
(٤) ولا يكون فاعله إلا متعددا بواو العطف دون غيرها ؛ وقد تفصل بينه وبين فاعله «ما» الزائدة (وستجىء إشارة لهذا فى رقم ٢ من هامش ص ١٥٢ عند الكلام على الأحكام).
(٥) الإيثار تقديم المرء غيره على نفسه فى الانتفاع ، والأثرة العكس.
(٦) فى ص ١٥٥ صور أخرى من أسماء الأفعال المختلفة. وقد اقتصر ابن مالك فى باب عنوانه : «أسماء الأفعال والأصوات» على الإشارة العابرة لما شرحناه ، بقوله :
ما ناب عن فعل ؛ كشتّان وصه |
|
هو اسم فعل ، وكذا : أوّه ، ومه |
والمراد من عنوان الباب هو : أسماء الأفعال ، وأسماء الأصوات ، لا أن الأسماء لهما معا. وقد أوضحنا معنى أسماء الأفعال التى عرضها. ثم قال.
وما بمعنى : «افعل» ؛ كآمين ، كثر |
|
وغيره ـ كوى وهيهات ـ نزر |
(والمراد من : «افعل» ، هو فعل الأمر. نزر ـ قلّ.) أى : أن اسم الفعل الذى بمعنى فعل الأمر كثير. أما الذى بمعنى غيره ـ كالذى بمعنى الماضى أو المضارع ـ فقليل.