عامله وحذفه كما يصح ضبطه بغير النصب فإذا ظهر عامله أو كان الضبط بغير النصب فلن يكون من أساليب التحذير الاصطلاحى ؛ كما أوضحنا فى ذلك النوع.
الرابع : صورة تشتمل على اسم ظاهر مختوم بكاف خطاب للمحذّر ، ويكون هذا الاسم كما فى النوع السالف هو الموضع أو الشىء الذى يخاف عليه ، ولكن قد عطف عليه بالواو «المحذّر منه» ؛ نحو : يدك والسكين ـ رأسك وحرارة الشمس ـ مواعيدك والخلف. فالمعطوف هنا «محذر منه» ، كالمعطوف عليه ، بخلافه فى النوع السّالف الذى يكون فيه المعطوف «محذّرا» ... (١)
وحكم هذا النوع وجوب نصب الاسم الظاهر والمعطوف ، وأن يكون عامل النصب محذوفا مع مرفوعه وجوبا (٢). والأيسر والأسهل اختيار عاملين مناسبين (٣). أحدهما : للمعطوف عليه ، والآخر : للمعطوف. ولا يراعى فى اختيارهما إلا مناسبتهما للسياق والتركيب ؛ كأن يقال : صن يدك وأبعد السكين ـ احفظ رأسك ؛ واحذر حرارة الشمس ـ تذكّر مواعيدك ، وتجنب الخلف ... وأمثال هذا مما هو مناسب. وعلى هذا التقدير يكون أسلوب التحذير جملتين تشتمل السابقة منهما على الموضع أو الشىء الذى يخاف عليه ، ويتجه إليه التحذير ، وتشتمل المتأخرة على «محذّر منه» وبين الجملتين واو العطف ؛ تعطف الثانية على الأولى ؛ فيكون العطف عطف جمل ، لا مفردات (٤) ...
الخامس : صورة تشتمل على ذكر المحذّر ضميرا منصوبا للمخاطب ، هو : «إياك» (٥) وفروعه. وبعده «المحذّر منه» ، اسما ظاهرا مسبوقا بالواو ،
__________________
(١) الفرق بين هذا النوع وسابقه. أن هذا النوع لا بد فيه من معطوف يكون محذرا منه. اما السابق فقد يوجد معطوف أو لا يوجد ، وإن وجد وجب أن يكون اسما ظاهرا موضعا للخوف عليه ، وليس محذرا منه.
(٢) لهذا الحكم إيضاح يجىء فى «د وه» من الزيادة ص ١٣٠.
(٣) وقد يمكن اخييار عامل واحد يستقيم معه المعنى ، ويساير الضوابط العامة. وفى هذه الحالة يكون العطف عطف مفردات.
(٤) هناك تقديرات وإعرابات أخرى لا تسلم من تعقيد أو صعوبة. ولا حاجة لنا بها بعد أن تلاقت الآراء المختلفة عند وجوب نصب المتعاطفين ، ووجوب حذف عاملى النصب. أما الخلاف العنيف فى غير هاتين الناحيتين فيريحنا منه الالتجاء إلى الطريقة التى تخيرناها.
(٥) الأحسن اعتبار «إيا» ومعها علامة الخطاب التى بعدها ، هما الضمير المنصوب ، ولا داعى لاعتبار الضمير هو : «إيا» ، واعتبار ما بعده حرف خطاب (وقد سبق إيضاح هذا وتفصيل الكلام عليه فى موضعه من باب : «الضمير» ج ١ ص ١٦٣ م ١٩).