لكنه فى حالة التصريح بفعله لا يدخل فى عداد الأساليب الاصطلاحية الخمسة ، وكذلك فى حالة ضبطه بغير النصب ، إذ الشرط الأساسى فى التحذير الاصطلاحىّ أن يكون الاسم منصوبا على أنه مفعول به ، وناصبه محذوف (١).
الثانى : صورة تقتصر على ذكر «المحذّر منه» اسما ظاهرا إمّا مكررا ، وإما معطوفا عليه مثله بالواو ؛ نحو : البرد البرد ـ البرد والمطر.
وحكم هذا النوع وجوب نصب الاسم فى الصورتين بعامل محذوف مع مرفوعه وجوبا (٢). ويراعى فى تقديره موافقته للمعنى وصحة التركيب ؛ نحو : احذر البرد البرد ـ احذر البرد والمطر ، أو : تجنب ... أو اتّق ... فحكم هذا النوع وجوب النصب ووجوب حذف العامل ومرفوعه معا. ويتعين فى صورة التكرار أن يكون الاسم الثانى توكيدا لفظيّا ، وفى حالة العطف أن يكون حرف العطف هو : «الواو» ـ دون غيرها ـ وما بعدها معطوف على الاسم قبلها عطف مفردات ، لا عطف جمل.
الثالث : صورة تقتصر على ذكر اسم ظاهر مختوم بكاف خطاب للمحذّر بحيث يكون هذا الاسم هو الموضع أو الشىء الذى يخاف عليه ، سواء أكان مكررا أم غير مكرر ، معطوفا عليه مثيل له ـ أى : «محذّر آخر» ـ أم غير معطوف.
ولا بد فى صورة العطف أن يكون المعطوف «محذّرا» أيضا (كالمعطوف عليه) ؛ كأن يقال لمن يحاول لمس طلاء سائل : يدك ـ أو : يدك يدك ـ أو : يدك وملابسك. والتقدير : أبعد يدك ... ـ أبعد يدك وملابسك ... أو صن يدك ... صن يدك وملابسك ... ويصح اختيار عامل محذوف آخر يناسب السياق والتركيب ...
وحكم هذا النوع وجوب نصب الاسم السابق الذى تكرر ، وكذلك المعطوف عليه. والناصب لهما عامل محذوف مع مرفوعه وجوبا (٣) وما بعد الواو معطوف على ما قبلها عطف مفردات ، أمّا الذى جاء تكرارا فتوكيد لفظىّ.
فإن كان الاسم منفردا (أى : ليس مكررا ولا معطوفا عليه) فحكمه حكم النوع الأول الذى يجوز نصبه بعامل محذوف جوازا ـ لا وجوبا ـ فيصح إظهار
__________________
(١) والداعى البلاغى للحذف هو ضيق الوقت ، لأن أكثر حالات التحذير تتطلب الإسراع ؛ ليغنبه المخاطب قبل فوات الفرصة ، كى لا يصبه المكروه بفواتها.
(٢) لهذا إيضاح آخر يجىء فى «د» و «ه» من الزيادة والتفصيل ، ص ١٣٠.