أكان مضافا أم غير مضاف ، نحو (أنا ـ الطبيب ـ لا أتوانى فى إجابة الداعى ...). : (أنا ـ طالب العلم ـ لا تفتر رغبتى فيه).
* * *
أوجه التشابه والتخالف بين الاختصاص والنداء :
بين الاختصاص والنداء تشابه فى أمور ، وتخالف فى أخرى. فيتشابهان فى ثلاثة أمور(١) :
أولها : إفادة كلّ منهما الاختصاص وهو فى هذا الباب خاص بالمتكلم أو المخاطب ، وفى باب النداء خاص بالمخاطب.
ثانيها : أن كلا منهما للحاضر (أى المتكلم أو المخاطب) (٢) ولا يكون ضمير غائب.
ثالثها : أن الاختصاص يؤدى ـ بسبب ما فيه من تحديد وإيضاح ـ إلى تقوية المعنى وتوكيده ، وقد يتحقق هذا فى النداء كذلك أحيانا ؛ كقولك لمن هو مصغ إليك ، مقبل على حديثك : إن الأمر ـ يا فلان (٣) ـ هو ما فصلته لك (٤) ...
ويختلفان فى أمور ؛ بعضها لفظى ، والآخر معنوى ، فاللفظية أشهرها :
١ ـ أن الاسم المختص لا يذكر معه حرف نداء مطلقا ؛ لا لفظا ، ولا تقديرا ، ولا «يا» ، أو غيرها.
٢ ـ أنه لا يكون فى صدر الجملة وإنما يكون بين طياتها ـ كالأمثلة السالفة ـ أو فى آخرها : نحو : اللهم ساعدنا على النّصر ـ أيها الجنود ، أو أيتها الكتيبة.
٣ ـ أنه لا بد أن يسبقه ضمير بمعناه فى التكلم أو الخطاب ـ سواء أكان ضمير المتكلم خاصّا به وحده أم شاركه فيه غيره. فالخاصّ مثل أنا ، والآخر
__________________
(١) يردد النحاة هذه الأوجه لإثبات المشابهة. والحق أن هذه المشابهة واهية ، ولا يكاد أمرها يقوى إلا فى «أى وأية» بسبب بنائهما على الضم فى محل نصب ووجود حرف التنبيه والنعت بعدهما ، وكل هذا مع الأمور الثلاثة السالفة.
(٢) يلاحظ أن النداء ـ كما سبق فى بابه ، ص ٣ وفى هامش ص ٦٧ ـ لا يكون للمتكلم.
(٣) ويذكر اسمه الحقيقى فى النداء.
(٤) سبقت الإشارة لهذا فى رقم ٢ من هامش ص ١.