الإعراب على حسب ما يقتضيه الأسلوب. غير أن البناء على الفتح أحسن عند إضافتها إلى جملة فعلية ، فعلها مبنى أصالة ، كالماضى ، أو مبنى عرضا ؛ كالمضارع المبنى لاتصاله بإحدى النونين ، والإعراب أحسن عند ما يكون المضاف إليه جملة مضارعية مضارعها معرب ، أو جملة اسمية (١) ...
ويلاحظ أن جواز البناء والإعراب ليس مقصورا فى الشبيهات على الحالة التى تكون فيها دالة على الزمن الماضى ، وإنما هو عامّ ينطبق عليها فى حالتى دلالتها على الماضى أو غيره. إلا أنها فى حالة الدلالة على الماضى الحقيقى ، أو التأويلى ـ وقد شرحناهما (٢) ـ تكون بمعنى : «إذ» وفى حالة الدلالة على المستقبل تكون بمعنى : «إذا» الخاصة به. ومن الأمثلة :
ا ـ انقضى حين عجيب على الإنسانية ؛ حين ساد الجهل ، وشاع الظلم ، وانتشرت الأوهام. وقد اختفى اليوم كثير من تلك البلايا ، «وسيقبل حين آخر ؛ يكون الناس فيه أقرب إلى السعادة ، وأدنى إلى الاطمئنان ، حين تخضع الأمم والأفراد لدواعى المساواة ، وأحكام العدالة ، حين لا قوىّ مسيطر ، ولا ضعيف مستذلّ. ومثل قول الشاعر :
ألم تعلمى ـ يا عمرك (٣) الله ـ أننى |
|
كريم على حين الكرام قليل |
وقول الآخر :
ولست أبالى حين أقتل مسلما |
|
على أىّ حال كان فى الله مصرعى |
ب ـ مضى وقت وجاء آخر ؛ وقت أكرم الناس فلانا لماله ، ووقت أكرم الناس فلانا لأعماله ـ سيقبل الوقت المأمول بعجائبه ؛ وقت يصل الناس إلى كشف الفضاء المجهول ، وغزو الكواكب ، وقت لا أرض ممهدة وحدها ، ولا أجرام سماوية محتفظة بأسرارها
ح ـ أين نحن من الأمس ؛ زمن كان العلم أملا بعيدا ، وغاية لا تدرك؟ وما شأنه فى حاضرنا ، زمن يناله من يريده ، ويدركه من يرغب فيه ، زمن الأسباب ميسرة ، والوسائل مبذولة ... و ... و ... وهكذا
__________________
(١) سبقت الإشارة المفيدة لهذا فى ص ٦٨.
(٢) فى ص ٨١ وهامشها.
(٣) سبق إعراب هذا الأسلوب فى رقم ٥ من هامش ص ٦٨ ، حيث ذكر البيت لمناسبة هناك.