فإن فقدت هذه الأسماء دلالتها على الماضى ـ ولو تأويلا ـ أو إبهامها ، لم تكن محتومة الشبه «بإذ» ، فى الإضافة التى أوضحناها ونوعها ، ولم تجر مجراها وجوبا. فعند فقدها الدلالة على المضىّ تضاف ـ جوازا ـ إلى الجملة الفعلية فقط ، وتكون بمعنى : «إذا» ـ كما تقدم ـ ؛ نحو : أجيئك حين يجىء الصديق الغائب ، وأزورك زمن يزورنا. ويجرى عليها فى هذه الحالة من ناحية إعرابها وبنائها ما كان يجرى عليها من قبل مما شرحناه. ولا يصح ـ عند الأكثرين أن تضاف فى هذه الحالة إلى الجملة الاسمية ؛ لأنها تكون بمعنى. «إذا» الدالة على المستقبل الخالص ، والتى لا تضاف للاسمية (١) ـ.
وعند فقدها الإبهام يصح أن تضاف للمفرد ، او لا تضاف إليه ، على حسب المعنى ؛ ولا يصح أن تضاف لجملة ، مثل شهر ـ حول ـ سنة ـ عام ... و .... وغيرها من المعدودات المحددة ، نحو : شهر رمضان مبارك ، وحولنا الحالى طيب.
وهذه المناسبة تذكرنا بالمسائل الثلاث التى سبقت قريبا (٢) ، والتى يجوز أن يستفيد فيها المضاف المعرب من المضاف إليه البناء (بالشروط والتفصيلات الخاصة بكل مسألة) ، وهى إضافة اسم الزمان المبهم ، المعرب فى أصله ... إلى جملة
__________________
(١) ـ كما سيجىء فى ص ٩٣ ـ وهذا رأى جمهرة النحاة. لكن وردت أمثلة مسموعة وقع فيها المضاف إليه جملة اسمية ؛ منها قوله تعالى : (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ.)
وقول الشاعر المسمى بسواد.
فكن لى شفيعا يوم لا ذو شفاعة |
|
بمغن فتيلا عن سواد بن قارب |
ولا مانع من الأخذ بالرأى الذى يبيح القياس على هذا ؛ بشرط أن يكون فى الكلام ما يدل على أن معناه سيقع فى المستقبل ، وأنه محقق الوقوع ؛ فيكون المستقبل فيه بمنزلة الماضى ، لتحقق وقوعه ؛ كما فى الآية والبيت ؛ فإن فتنة النار مستقبلة محققة ، وكذلك الشفاعة يوم القيامة ؛ سواء أكانت تغنى أم لا تغنى ، ولا داعى للتأويل. (وانظر رقم ١ و٢ من هامش ص ٨١).
(٢) فى ص ٦٦ ، ....
وهناك أحكام خاصة بالمبهم فى رقم ٤ من هامش ص ٢٤ وفى ص ٦٦ و٦٧ و٩٠ و١٣٠ و١٣٩.