جملة ما ضوية ؛ كالتى فى قولنا : حضرت إذا الجو اعتدل ـ كما سنعرف ـ (١).
ويجوز قطعها عن الإضافة لفظا لا معنى ؛ فيحذف المضاف إليه (وهو ؛ الجملة ، ويجىء التنوين عوضا عن هذه الجملة المحذوفة ، كقوله تعالى : (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ ...)(٢) والأصل قبل الحذف : ويوم إذ يغلبون (٣) يفرح المؤمنون بنصر الله (٤) ...
وقطع «إذ» عن الإضافة لفظا إنما يقع ـ فى الغالب ـ حين تقع «مضافا إليه» والمضاف اسم زمان ؛ نحو : يومئذ ... ـ حينئذ ... ـ ساعتئذ ... ومن النادر الذى لا يقاس عليه غير هذا ؛ كما فى قول الشاعر :
نهيتك عن طلابك أمّ عمرو |
|
بعافية وأنت إذ (٥) ... صحيح |
والأشهر فى «الذال» عند التنوين تحريكها بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين.
__________________
(١) فى «ج» ص ٨٥. حيث بيان السبب.
(٢) وقد يحذف شطر الجملة الواقعة مضافا إليه ، مع ملاحظة هذا المحذوف ، وتخيل وجوده ، إذ لا يتم المعنى إلا به ؛ كقول الشاعر :
كانت منازل ألّاف عهدتهمو |
|
إذ نحن ـ إذ ذاك ـ دون النّاس إخوانا |
فالتقدير : عهدتهم إخوانا دون الناس إذ نحن إذ ذاك متحابون. فكلمة : «إذ» الأولى ظرف للفعل : «عهد» ، و «إخوانا» : مفعوله. و «نحن» مبتدأ ، خبره محذوف ، تقديره : متآلفون. والجملة من المبتدأ والخبر فى محل جر هى المضاف إليه. أما المضاف فكلمة : «إذ» الأولى أما كلمة : «إذ» الثانية فظرف للخبر المحذوف ، وهى مضاف ، و «ذا» مبتدأ ، خبره محذوف ، والتقدير : «كذلك» ، والجملة من المبتدأ وخبره المحذوف هى المضاف إليه ؛ فالأصل ؛ إذ ذاك واقع ، أو : كائن ... ومثله : «والعيش منقلب إذ ذاك أفنانا» ، أى : إذ ذاك كذلك ؛ فليست مضافة لمفرد وإلا لم يتم المعنى الأساسى.
(٣) راجع الآية كاملة أول سورة الروم ونصها :
(الم. غلبت الرّوم فى أدنى الأرض ، وهم من بعد غلبهم سيغلبون ، فى بضع سنين ، لله الأمر من قبل ومن بعد ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله).
(٤) انظر رقم ١ و٢ من هامش ص ٨١.
(٥) التقدير : وأنت إذ نهيتك ...