وَفُتِحَتْ أَبْوابُها ، وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها : سَلامٌ عَلَيْكُمْ ..) فالواو التى قبل : «فتحت» زائدة عندهم (١). ومثل قوله تعالى : (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ. لِلْجَبِينِ ...) أى : تلّه للجبين (٢).
والبصريون يؤولون الآيتين وشبههما ـ بتأويلات منها : أن الواو عاطفة أصلية وجواب «إذا» و «لما» محذوف ... لكن التأويل عسير فى قول الشاعر :
ولقد رمقتك فى المجالس كلها |
|
فإذا وأنت تعين من يبغينى |
والمراد : فإذا أنت. وقول الآخر :
فما بال من أسعى لأجبر عظمه |
|
حفاظا ، وينوى من سفاهته كسرى |
أى : ينوى من سفاهته.
وإنما كان التأويل هنا عسيرا لأن ما بعد إذا «الفجائية» لا يقترن بالواو. ولأن جملة (ينوى) على تأويلها بأنها حالية هى جملة مضارعية مثبتة ، وصاحب الحال هو «من» والجملة المضارعية المثبتة لا تقع حالا مقترنة بالواو إلا على تقديرها خبرا لمبتدأ محذوف ، والجملة من المبتدأ المحذوف وخبره هى الحال .. فهى محتاجة للتأويل والحذف. ولا داعى لهذا أو لغيره من التأويلات. فمذهب الكوفيين أوضح وأقل تعسفا ، والأخذ به هنا أيسر (٣) ، لكن الأفضل التخفّف من الزائدة قدر الاستطاعة ، والبعد عن استعمالها ؛ فرارا من اللبس ، ومن التأويل بغير داع.
ح ـ هل «الواو» الواقعة بعد «بل» نوع من الزائدة؟ مثل : الصالح أمين ،
__________________
(١) مستدلين بالآية الأخرى الخالية من الواو ـ وكلتاهما فى سورة : «الزمر» ـ ، ونصها : (... وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا ، حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها ...)
(٢) بمعنى صرعه وألقاه على الأرض حتى لمسها جبينه. والقصة عن إبراهيم حين أراد أن يحقق رؤيا منامية ؛ مضمونها أنه يذبح ابنه. ففهم منها أن هذا إيحاء من الله يجب تنفيذه ؛ فهمّ به ، ورضى الولد بقضاء الله. ولكن الله أوحى إلى نبيه تركه ، والتضحية بدله بشىء آخر.
(٣) علما بأن اللفظ الزائد (حرفا أو غير حرف) إنما يزاد لغرض مقصود ـ طبقا لما شرحناه فى ج ١ م ٥ ـ الزيادة والتفصيل ـ عند الكلام على الحرف.