زيادة وتفصيل :
ا ـ ومما انفردت به الواو غير ما سبق :
(١) عطف العام على الخاص (١) ؛ نحو : زرت القاهرة ، والحواضر الكبرى. وقوله تعالى : (رَبِّ اغْفِرْ لِي ، وَلِوالِدَيَّ ، وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً ؛ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ، وَالْمُؤْمِناتِ.)
(٢) وقوعها بعد كلام منفى ، عاطفة مفردا. وبعدها «لا» النافية ؛ نحو : شجاع النفس لا يحب الجبن ، ولا الكذب ، ولا الرياء (أى : لا يحب كل واحدة من الصفات المذكورة). فتكرار «لا» يفيد أن النفى واقع على كل واحدة وحدها من غير توقف على غيرها. ولو لم تتكرر (٢) «لا» لتوهمنا أنه مقصور على حالة اجتماعها مع غيرها (٣). فإن لم يوجد نفى قبلها ، أو قصدت المعية لم يصح مجىء «لا» (٤).
(٣) وقوعها بعد نهى عاطفة لمفرد ، وبعدها : «لا» النافية ؛ التى تؤكد الغرض السالف ؛ نحو : لا تصدق الحلّاف ، ولا النمّام ، ولا الحاسد.
(٤) جواز الفصل بينها وبين معطوفها بظرف ، أو جار مع مجروره (٥) ، نحو : أينعت حديقتان ؛ حديقة أمام البيت ، وخلفه حديقة (٦) ، ومثل قوله
__________________
(١) وأما عكسه وهو : «عطف الخاص على العام» فتشاركها فيه «حتى» ـ كما سيجىء فى «ب» ص ٥٨٤ ـ نحو قوله تعالى : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى.) ونحو : لا يأمن الناس الأيام حتى الملوك. (والصلاة الوسطى : هى صلاة وسط النهار. والمراد بها : الظهر والعصر). وكل ما سبق مشروط بألا يتطلب المعنى حرفا آخر يفيد الترتيب أو غيره ... ـ انظر ما يتصل بهذا فى آخر رقم ٨ من ص ٦٦٠.
(٢) راجع «التصريح» عند الكلام على : «لكن» العاطفة ، ثم «المغنى» عند الكلام على «الواو».
(٣) لهذا بيان هام (فى ج ١ م ٥ هامش ص ٦٢ أول الكلام على موضوع : «الحرف»). ويتضمن ـ فيما يتضمن ـ النص على زيادة «لا» النافية ، والغرض من زيادتها ، ومعناها ، وإعرابها .. ،
(٤) صرح بهذا «الصبان» ولم يذكر خلافا. لكن سيجىء فى رقم ٥ ما يعارضه.
(٥) والأخذ بهذا الرأى فى «الواو» أنسب من الأخذ برأى آخر يمنع الفصل مطلقا فى غير ـ