ومثل النّأى والبعد (١) فى قول الحطيئة :
ألا حبذا هند وأرض بها هند |
|
وهند أتى من دونها النّأى والبعد (٢) |
__________________
(١) ومثل الجملتين الفعليتين : (أقوى ـ) و (أقفر ـ) فى قول عنترة :
حيّيت من طلل تقادم عهده |
|
أقوى وأقفر بعد أم الهيثم ... |
(٢) فيما سبق من تعريف عطف النسق يقول ابن مالك :
تال بحرف متبع عطف النّسق |
|
كاخصص بودّ وثناء من صدق |
يقول : إنه هو التالى لحرف متبع ما بعده لما قبله ، أى : مشرك للثانى مع الأول فى الحكم الإعرابى. وساق مثلا للتشريك فى الحكم هو : اخصص من صدق بود وثناء ، فحرف العطف هو : الواو ، والتالى المشارك فى الحكم هو : «الثناء». ومعنى : «تال بحرف متبع» : أنه تال (تابع) بسبب حرف يتبع ما بعده لما قبله : فليس منه «أى» المفسرة ، لأنها لا تتبع ما بعدها لما قبلها ـ إلا على الرأى الذى يعتبرها حرف عطف كالواو ، وهو الرأى الكوفى الحسن الذى أشرنا إليه (مفصلا فى رقم ١ من هامش ص ٥٥٦). ثم ساق بيتين ضمنهما أكثر حروف العطف التى سنشرحها فى المكان الأنسب ؛ هما :
فالعطف مطلقا بواو ـ ثمّ ـ فا ـ |
|
حتّى ـ أم ـ او ؛ كفيك صدق ووفا |
وأتبعت لفظا فحسب : بل ـ ولا ... لكن ؛ ...
ثم عاد للكلام على أحكام الواو فقال :
فاعطفه بواو سابقا ، أو لاحقا |
|
فى الحكم ، أو مصاحبا موافقا |
واخصص بها عطف الّذى لا يغنى |
|
متبوعه ، كاصطفّ هذا وابنى |
واقتصر على ما سبق ، ولم يذكر بقية أحكام الواو.