بيضاء شحمة) لئلا يترتب على العطف المباشر من غير تقدير المحذوف ، عطف شيئين على معمولى عاملين مختلفين بحرف عطف واحد ، وهذا ممنوع. والعاملان هما : (ما (١) ـ وكلّ) والمعمولان هما : (بيضاء ، وشحمة) (٢).
هذا ما يقوله كثير من النحاة. ولكن الصحيح أن الواو العاطفة لا تختص بهذا الحكم وحدها ، وإنما تشاركها فيه «فاء» العطف ـ كما سيجىء عند الكلام عليها (٣) ـ مثل : أحسن بدينار فصاعدا ... أى فاذهب صاعدا بالعدد (٤) ...
ومنها جواز حذفها عند أمن اللبس (٥) ؛ نحو : زرت أقاربى فى الصعيد ، وقابلت منهم : العم ، العمة ، الخال ، الخالة ، أبناءهم ... أى : العم والعمة ، والخال والخالة ، وأبناءهم. ومثل : قرأت اليوم : الصحف اليومية ـ المجلات ـ الرسائل ـ المحاضرات .. أى : الصحف اليومية ـ والمجلات ، والرسائل ، والمحاضرات ...
ومثل هذا يقال فى سرد الأعداد ، نحو : من الأعداد عشر ، ـ عشرون ـ ثلاثون ـ أربعون ...
ومنها : عطف الشىء على مرادفه لتقوية معناه وتأكيده (٦) كقولهم : الصمت والسكوت عن غير السداد سداد. وقولهم يعود البغى والطغيان وبالا على صاحبه ، فالمعطوف وهو : «السكوت» بمعنى المعطوف عليه : «الصمت» وكذلك الطغيان والبغى ... ومن هذا قوله تعالى : (إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ)، فكلمة ؛ «بثّ» معطوف عليه ؛ وكلمة : «حزن» معطوف مرادف له فى المعنى.
__________________
(١) على اعتبار «ما» حجازية تعمل عمل : «ليس».
(٢) سبق هذا المثال فى آخر باب الإضافة ص ١٦١ لمناسبة هناك : وسيعاد موضحا فى آخر هذا الباب ص ٦٣٨.
(٣) فى ص ٥٧٥.
(٤) سبق إيضاح هذا فى مكانه الأنسب ج ٢ ص ٣٠٤ م ٨٦ باب الحال وحذف عامله.
(٥) الصحيح أن «الفاء» تشاركها فى هذا الحكم. وكذا : «أو» ، (كما سيجىء فى ص ٥٧٥ و٦١١ و٦٤١. غير أن حذف الواو هو الأكثر.
(٦) قد تشاركها : «أو» فى هذا أحيانا ؛ كقوله تعالى : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ...) فالخطيئة هى الإثم ـ ولهذا إشارة تجىء فى «د» من ص ٦١١ ـ.