عشرة (١) ، كل منها يسمى : «حرف العطف» ، ويؤدى معنى خاصّا.
__________________
ـ وهناك حالة لا يكون فيها عطف المعطوفات المتعددة على الأول ، وهى الحالة التى يقع فيها أحد هذه المعطوفات بعد حرف عطف يفيد الترتيب (مثل : الفاء ، وثم) فيكون المعطوف عليه هو الذى قبل العاطف مباشرة ؛ مثل ؛ (أقبل صالح ، وحامد ، وخليل ، فمحمد ، ثم إبراهيم.) فحامد وخليل معطوفان على الأول : «صالح» ، أما محمد فمعطوف على : «خليل» ، وأما إبراهيم فمعطوف على : «محمد». ومن الأمثلة قول على رضى الله عنه : (من نظر فى عيوب الناس فأنكرها ، ثم رضيها لنفسه فذاك الأحمق بعينه). فالجملة من الفعل : «أنكر» وفاعله ، معطوفة على الجملة الفعلية قبلها. أما الجملة الفعلية الثانية ـ المكونة من الفعل : «رضى» ، وفاعله ـ فمعطوفة على الجملة الفعلية المكونة من الفعل : «أنكر» وفاعله. ومثل هذا يقال فى الجمل الفعلية المعطوفة بالفاء فى قوله تعالى : (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها ؛ فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ ، فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً.) وفى الشطر الأول من قول الشاعر :
نرى الشىء مما نتّقى فنهابه |
|
وما لا نرى ـ مما يقى الله ـ أكبر |
وجدير بالملاحظة : أنه إذا جاء بعد العاطف المرتّب ومعطوفه عاطف آخر لا يفيد الترتيب ـ كالواو ـ فإن معطوفه يكون معطوفا على المعطوف بحرف العطف المرتّب الذى قبله مباشرة. (وبعبارة أخرى : يجب أن يكون المعطوف بالعاطف المفيد للترتيب هو المعطوف عليه للمعطوف بعاطف يليه مباشرة. ولا يصح العطف مطلقا على معطوف عليه قبل العاطف المفيد للترتيب) ؛ ففى مثل : أقبل سالم ، وصالح ، ومحمود ، وحامد ، ثم حسين ، وأمين ... ، يتعين أن يكون «أمين» معطوفا على «حسين» ولا يصح عطفه على غيره. أما «حسين» فمعطوف على «حامد» حتما. وأما كل ما قبله فمعطوف بالواو على «سالم». وما سبق هو المراد من قول الصبان فى آخر باب : العطف : (إن المعطوفات إذا تكررت تكون على الأول على الأصح ، وذلك مقيد بما إذا لم يكن العاطف مرتّبا ؛ فإن كان مرتّبا فالعطف على ما يليه ؛ كما نقل عن الكمال ابن الهمام : أنه إذا عطف بمرتب أشياء ثم عطف بغير مرتب شىء فهو على ما يليه ، كما يؤخذ من كلام المغنى فى أول الجملة الرابعة من الجمل التى لا محل لها ..) ا ه كلام الصبان ، ومثله فى التصريح ، وغيره. ومن الأمثلة لهذا قول الشاعر القديم (عروة بن أذينة) :
بيضاء باكرها النعيم فصاغها |
|
بلباقة ؛ فأدقّها ، وأجلّها |
منعت تحيتها ؛ فقلت لصاحبى |
|
ما كان أكثرها لنا ، وأقلّها |
(١) وبعضها قد يكون حرف عطف فى الصورة لا فى الحقيقة وهو الحرف : «الفاء» والحرف : «ثم» طبقا للبيان الآتى فى صفحتى (٥٧٦ و٥٧٨).
وليس من حروف عطف النسق ـ عند أكثر النحاة ـ الحرف : «أى» ـ بفتح الهمزة ، وسكون الياء ـ الذى هو حرف تفسير ، يعرب ما بعده بدل كل ، أو عطف بيان ـ كما سبق الإيضاح فى بابه ـ وليس هناك حرف يدخل على عطف البيان ـ أو البدل ، ويتركه على اسمه وحكمه الإعرابى إلا «أى» ؛ فكلاهما يظل على اسمه وحكمه الإعرابى ، كما كان قبل دخول «أى» عليه. ـ