تكلم خاله ؛ فتكون الجملة الأولى الواقعة نعتا (وهى تكلم علىّ) خالية من الرابط الذى يربطها بالمنعوت ؛ وهذا غير جائز. أما الضمير المتأخر فإنه فى جملة مستقلة بنفسها لا يصلح رابطا فى الأولى ... لاستقلال كل جملة بكيانها.
وفى الحق أن المعنى وسلامة الأسلوب لن يتغيرا بإعراب الاسم بدل كل أو عطف بيان فى صورة من الصور السابقة الممنوعة عندهم.
(٢) ومن أمثلة الحالة الثانية التى لا يصح فيها إحلال البدل محل المبدل منه ما تقدم من أن يكون التّابع مفردا معرفة منصوبا والمتبوع منادى ، مبنى على الضم. أو : أن يكون التابع خاليا من «أل» والمتبوع مقترنا بها ... بالصورة التى شرحناها ـ وهذان هما الأمران المعروضان أولا فى ص ٥٤٦ وما بعدها ـ.
ومن أمثلة الأمر الثانى أيضا : أن يكون المتبوع منادى والتابع اسم إشارة ، أو مقرونا «بأل» : نحو : يا إبراهيم هذا ، أو يا إبراهيم الحسين ، إذ يترتب على إحلال البدل محل المبدل منه فى المثال الأول صحة : «يا إبراهيم يا هذا» ، مع أن الفصيح أن يكون لاسم الإشارة تابع مقرون «بأل». ويترتب على إحلاله فى المثال الثانى صحة : «يا إبراهيم يا الحسين» ، مع أن دخول «أل» على المنادى ممنوع.
وكل هذا ، وكل ما يأتى مما هو ممنوع عندهم ، إنما يقوم على أساس توهمهم أن البدل لا بد أن يكون على نية تكرار العامل. أى على أساس أن يصح وقوع البدل مكان المبدل منه.
ومنها : أن يكون التابع مثنى أو جمعا ، مع التفريق فيهما بالعاطف ، والمتبوع غير مفرق ؛ كقول الشاعر :
أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا |
|
أعيذكما بالله أن تحدثا حربا |
فيتعين كونهما عطف بيان ؛ لأن التقدير على البدلية : يا عبد شمس ونوفلا ، بنصب كلمة «نوفلا» مع أن المعطوف المفرد فى النداء لا يجوز نصبه ، وإنما يجرى عليه حكم المنادى المستقل (١).
__________________
(١) لقد صرحوا أن كل عطف بيان يصلح «بدل كل من كل» ، واستثنوا من هذا الحكم مسائل ، منها المسألة التى جاء هذا البيت شاهدا لها. لكنى ألاحظ أن كلمة : «عبد» من : «عبد شمس» ـ