زيادة وتفصيل :
الذين يمنعون البدل فى المسألتين السالفتين ، وفى بعض مسائل أخرى ، ويحتمون أن تكون عطف بيان ـ يضعون لهذه المسائل كلها ضابطا عامّا ينطبق عليها جميعا. وسنعرضه فيما يلى ؛ ليتبين ما فيه من إرهاق وإعنات لا داعى لهما.
يقولون : يصح فى عطف البيان ـ إذا قصد به ما يقصد ببدل الكل ـ أن يعرب «بدل كل» ، إلا فى حالتين :
أولاهما : ألّا يمكن الاستغناء عن عطف البيان لمانع يحول دون صحة بدل الكل.
وثانيتهما : ألّا يمكن إحلال عطف البيان ـ لو صار بدلا ـ محل متبوعه لمانع يحول دون البدلية ، ودون وضع البدل مكان المبدل منه ...
(١) ومن أمثلة الحالة الأولى أن يكون الاسم (التابع) ؛ واقعا بعد جملة تعرب خبرا ، أو : صلة ، أو : نعتا ، وليس فيها رابط يربطها بالمبتدأ ، إنما الرابط ضمير ـ أو نحوه ـ فى ذلك الاسم التابع ؛ فمثاله بعد الجملة الواقعة خبرا : هند حضر صالح ولدها. فلو أعربنا كلمة : «ولد». بدل ـ والبدل عندهم على نية تكرار العامل ـ لكان التقدير : هند حضر صالح ، حضر ولدها ؛ فتخلو جملة الخبر من الرابط ؛ لأن الضمير المتصل بالاسم صار فى جملة أخرى مستقلة عن الجملة الخبرية ؛ إذ الكلام جملتان : الأولى هى الخبر ، ولا رابط فيها ، والثانية مستقلة عن الأولى ، استئنافية ، والضمير الذى بها لا يربط الأولى بمبتدئها.
ومثال الجملة الواقعة صلة : أجاد الذى تكلم علىّ خاله. فلو أعربنا كلمة : خال «بدلا» لكان التقدير : أجاد الذى تكلم علىّ تكلم خاله ؛ فتكون الجملة الثانية مستقلة عن الجملة الأولى ، وتصير الصلة خالية من الرابط ؛ فلا تصلح أن تكون صلة.
ومثال الجملة الواقعة نعتا : أجاد رجل تكلم علىّ خاله ؛ فإعراب كلمة «خال» بدلا يقتضى تكرار العامل ، وأن الأصل : أجاد رجل تكلم علىّ