وليس على الأرض باق؟ نعم نعم. ليس فى طول الحزن إلا إطالة الشقاء ، واستدامة العذاب) ... وقول آخر ، وقد سئل : لم تحاذر فلانا وهو يصادقك؟ فأجاب : (لا. لا ؛ فليس المنافق بالصديق. ورب أصداقة ظاهرة ، باطنها عداوة كامنة ، وهى أشد ضررا ، وأعمق خطرا من العداوة السافرة) ...
(٢) وإن كان المؤكّد حرفا غير جوابىّ وقد اتصل به ضمير ـ فتوكيد هذا الحرف لا يكون بتكراره وحده ، وإنما يكون بتكراره ومعه الضمير المتصل به. ويجب الفصل بين المؤكّد والمؤكّد بفاصل مّا ؛ نحو : لك (١) لك منزلة الشقيق البارّ ؛ وبك بعد الله بك أستعين ... وكقول الشاعر :
أيا من لست أقلاه (٢) |
|
ولا فى البعد أنساه |
لك الله على ذاكا |
|
لك الله لك الله |
(٣) وإن كان المؤكّد حرفا غير جوابىّ ـ أيضا ـ وقد اتصل باسم ظاهر فتوكيده اللفظى يكون بتكراره ومعه الاسم الظاهر ، أو ضمير هذا الاسم الظاهر ، ـ وإعادة الضمير أفصح ـ ، وفى الحالتين يجب الفصل بين الحرفين ؛ المؤكّد والمؤكّد. ويصح فى الفصل الاكتفاء بذلك الاسم الظاهر ، نحو : (إن العاقل الكريم ، إن العاقل الكريم ، أحرص على إماتة الحقد من تنمية أسبابه) أو : (إن العاقل ، إن العاقل أحرص على إماتة الحقد ...) ، أو : (إن العاقل إنه أحرص على إماتة الحقد ...) ومثل : (آفة النصح أن يكون جهارا ، فليت الناصح الحكيم ليت الناصح الحكيم لا يعلنه) ، أو : (ليت الناصح لا يعلنه) ، أو : (ليت الناصح ليته لا يعلنه) ومن أمثلة الفصل بالاسم الظاهر وحده قول الشاعر :
فتلك ولاة السوء قد طال ملكهم |
|
فحتّام (٣) حتّام العناء المطوّل؟ |
__________________
ـ حروف الجواب وحدها ، وإنما يشمل بعض حروف أخرى.
وحروف الجواب نوعان : ما يجاب به للموافقة على الشىء المسئول عنه وأنه ثابت واقع ومحقق ، مثل نعم ـ أجل ـ جير ـ إى ... ، وما يجاب به لبيان عدم الموافقة عليه ، وأنه غير واقع ، مثل : لا ـ بلى.
(١) قد فصلت الكاف الأولى بين اللامين. والأحسن أن يكون الفاصل لفظا غير داخل فيما تكرر.
(٢) أكرهه وأبغضه (قلى ، يقلى ـ كرمى يرمى ـ وقلى يقلى كتعب يتعب ، لغة ، بمعنى : كره يكره).
(٣) أى : إلى متى ..؟ والفاصل هو : «ما» الاستفهامية المجرورة ، التى حذفت «ألفها» وصلا.