(٤) وإن كان المؤكّد (المتبوع) ضميرا منفصلا مرفوعا أو منصوبا (١) فتوكيده اللفظى يكون بتكراره بغير شرط. (أى : أن توكيده يكون بضمير يماثله لفظا ومعنى) فمثال المرفوع : أنت أنت مفطور على حب الخير. ومثال المنصوب قول الشاعر :
وإيّاك إيّاك المراء (٢) ، فإنه |
|
إلى الشّرّ دعّاء ، وللشّرّ جالب |
ويتضح من هذا أن المنفصل المنصوب لا يصح توكيده بالمنفصل المرفوع ، فلا يقال إياك أنت أكرمت ، ولا ما أكرمت إلا إياك أنت ، على اعتبار كلمة : «أنت» للتوكيد فى الصورتين.
ح ـ إن كان المؤكّد فعلا ـ ماضيا أو مضارعا (٣) ـ فإن توكيده اللفظى يكون بتكراره وحده دون تكرار فاعله (٤) ولا يكون للفعل المؤكّد (التابع) فاعل ؛ إنما الفاعل للأول (المتبوع) كقول أعرابى ، وقد سئل : أتقول الحق؟ فأجاب : (وهل يقول يقول غيرى الحق؟ وأنا من معشر ولد ولد الحق معهم ، ولم يفارقهم). فلفظة : «يقول» الثانية ، ومثلها : «ولد» الثانية ـ لا محل لها من الإعراب.
د ـ وإن كان المؤكّد حرفا :
(١) فإن كان حرف جواب (٥) ـ يفيد الإثبات أو النفى ـ فتوكيده اللفظى يكون بتكراره فقط ؛ كقول أعرابى لأخيه الحزين : (فيم الأسف على مافات
__________________
(١) ولا وجود لضمير منفصل مختص بالجر.
(٢) المجادلة بالباطل.
(٣) أما فعل الأمر فلا يمكن توكيده وحده بغير فاعله ـ فى الأصح ـ
(٤) إذ لو تكرر الفاعل مع فعله لخرج الأمر من توكيد الفعل وحده توكيدا لفظيا إلى توكيده مع فاعله ، فتدخل المسألة فى توكيد الجملة الفعلية كلها بجملة فعلية كاملة. ومن آثار هذا الفرق أن المضارع المنصوب أو المجزوم إذا أريد توكيده وحده توكيدا لفظيا وجب أن يكون المضارع الذى يؤكده منصوبا أو مجزوما مثله ، ففى مثل : لم يتهاون الحازم ، ولن يهمل ... نقول : لم يتهاون يتهاون الحازم ، ولن يهمل يهمل ، بجزم المضارع : «يتهاون» الثانى ، تبعا للأول ، وينصب المضارع الثانى : «يهمل» تبعا للأول أيضا. أما عند اعتبار الثانى مع فاعله هما جملة مؤكّدة فلا يصح متابعته للأول فى الجزم ولا النصب ، ومما يوضح هذا ما سيجىء (فى ص ٦٤٥) من بيان الفرق بين عطف الفعل على الفعل وعطف الجملة الفعلية على الفعلية.
(٥) سيجىء فى الزيادة والتفصيل (ص ٥٣٥) بيان يفيد أن هذا الحكم ليس مقصورا على ـ