للغرض من توكيده توكيدا معنويّا. وأجاز آخرون الحذف ، بشرط أن يكون المؤكّد (المتبوع) ضميرا رابطا فى جملة الصلة ، أو : الصفة ، أو : الخبر ؛ نحو : جاء الذى أكرمت نفسه ، أى : أكرمته نفسه ـ جاء قوم أكرمت كلّهم ، أجمعين ، أى : أكرمتهم كلّهم أجمعين ـ الأسرة أكرمت (١) كلّها أجمعين ، أى : أكرمتها كلها أجمعين ، وحذفه ـ عند هؤلاء ـ فى الصلة أكثر من الصفة ، وفى الصفة أكثر من الخبر.
والأحسن الاقتصار على الرأى الذى يمنع الحذف جهد الاستطاعة ، لأن حجتهم أقرب إلى العقل والسّماع ، ورأيهم أبعد من اللبس والشك ، ولم يستند الموافقون على الحذف ـ إلى الأدلة والأمثلة المأثورة التى تكفى لتأييد رأيهم.
* * *
توكيد الضمير المرفوع المتصل والمنفصل توكيدا معنويّا ...
ا ـ إذا أريد توكيد الضمير المتصل ، المرفوع ، (المستتر أو البارز) توكيدا معنويّا يزيل الاحتمال عن الذات ، جىء بلفظ التوكيد الذى يحقق هذا الغرض ؛ وهو : «نفس» أو «عين» ، بشرط أن يفصل بينه وبين المؤكّد إما ضمير منفصل مرفوع يعرب توكيدا (٢) لفظيّا مناسبا للضمير السّالف ، (أى : للمؤكّد) ، وإما فاصل آخر ليس ضميرا ، نحو : أسرع أنت نفسك للصارخ. ونحو : رغبت أنت نفسك فى الخير ـ رغبتما أنتما أنفسكما فى الخير ـ رغبتم أنتم أنفسكم فى الخير ـ رغبتن أنتن أنفسكن فى الخير. ويجوز : (رغبت ـ حقّا ـ نفسك فى الخير) ـ (رغبت يوم الجمعة نفسك أن تسافر) ـ (رغبتما ـ حقّا ـ أنفسكما فى الخير) .. وهكذا. فالفصل واجب ، ولكن الفصل بالضمير المنفصل أحسن وأفصح (٣) ...
__________________
(١) راجع ما سبق خاصّا بهذا المثال فى رقم ٢ من هامش ص ٥١٣ ومن المراجعة يتبين أن هذا الأسلوب صحيح ، ولكن إعراب كلمة : «كل» مختلف باختلاف الرأيين ؛ فهو هنا لا يحتمل إلا التوكيد المفيد للشمول ، بسبب وجود كلمة «أجمعين» بعده الدالة على الكل «الجميعى» لا المجموعى ، وقد أوضحنا نوعى «الكل» فى رقم ٦ من هامش ص ٥١٢.
(٢) انظر إعرابه فى ص ٥٣٠.
(٣) وقد يكون من فائدة الفصل على الوجه السالف منع احتمالات معنوية غير مقصودة فى بعض ـ