ـ أحيانا ـ لبعض العوامل (١) ، وإفادتهما التوكيد المعنوى مع امتناع إعرابهما توكيدا (٢) ، ومن الأمثلة قوله تعالى : (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)(٣) ، ونحو : جاءنى عين الكتاب ... والعرب تقول : نزلت بنفس الجبل ، ونفس الجبل مقابلى (٤).
د ـ فى جميع أنواع التوكيد المعنوى لا يصح اتحاد توكيد المتعاطفين إلا إذا اتحد عاملاهما معنى ، فلا يقال غاب المسافر ، وحضر الغائب كلاهما. فإن اتحد معنى العاملين صح اتحاد توكيد المتعاطفين ، ولو كان لفظ العاملين مختلفا ؛ نحو : ذهب المسافر ، وانطلق الصانع كلاهما.
ه ـ يجوز الفصل بين المؤكّد والمؤكّد بغير أجنبى محض من العامل ؛ طبقا للبيان الشامل الذى سلف (٥) ـ ومنه قوله تعالى : (وَلا يَحْزَنَّ ، وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ ، كُلُّهُنَّ ...)، وقد اختلفت النحاة فى الفصل بالحرف : «إمّا» ، والأحسن الأخذ بالرأى الذى يبيحه فيقول : سأسعد بالقوم إمّا كلّهم ، وإما بعضهم ...
و ـ سبقت الإشارة (٦) إلى أنه لا يجوز ـ فى أصح الآراء ـ قطع التوكيد مطلقا (٧) حتى كلمة : «كل» إذا صارت نعتا وجب إتباعها ، وعدم قطعها.
* * *
__________________
(١) كما جاء فى معجم : «لسان العرب».
(٢) انظر ما سبق ـ فى ص ـ ٥٠٤ ـ متصلا بهذا الحكم الخاص بفقد المؤكّد.
(٣) وكذلك باقى السبعة ، كما أسلفنا فى ص ٥١٢.
(٤) انظر الزيادة «ا» فى ص ٥٠٧ ـ لنوع من المناسبة ...
(٥) فى ص ٤٣٥.
(٦) فى رقم ١ من هامش ص ٥٠٢.
(٧) المعنوى وغير المعنوى.