ألفاظ التوكيد الملحقة (١) بالثلاثة :
هناك ألفاظ ملحقة بالثلاثة السالفة الدالة على الإحاطة والشمول ، وهذه الملحقة هى : أجمع ـ جمعاء ـ أجمعون ـ جمع ـ.
وإنما سميت ملحقة لأن الكثير الفصيح فى استعمالها أن تقع مسبوقة بلفظة : «كلّ» التى للتوكيد أيضا ، ومطابقة لها ، ومقوّية لمعناها (٢) ؛ وذلك بأن تقع : «أجمع» بعد : «كلّ» ، و «جمعاء» بعد : «كلها» ، و «أجمعون» بعد : «كلهم» ، و «جمع» بعد : «كلهن» ، مثل : حصدت الحقل كلّه أجمع ـ ـ سافرت الأسرة كلها جمعاء ـ أقبل الضيوف كلهم أجمعون ـ أقبلت الفتيات كلّهن جمع (٣) ...
ومن الجائز ـ مع قلته (٤) وفصاحته ـ أن تستقل كل واحدة من هذه الألفاظ الملحقة ، فتقع توكيدا غير مسبوقة بكلمة : «كل» التى أوضحناها. نحو : استوعبت النصح أجمع ـ استظهرت القصيدة جمعاء ـ صافحت الزائرين أجمعين (٥) ـ أكرمت الزائرات جمع.
ولا تدل كلمة : «أجمعين» وأخواتها على اتحاد الوقت عند وقوع
__________________
(١) وهى التى أشير لها فى ص ٥٠٣ ـ والثلاثة السالفة موضحة فى ص ٥٠٩.
(٢) وقد تزيل عنها احتمال عدم الشمول الكامل ، لأن لفظة : «كل» قد يراد منها : «الكل المجموعى» وليس «الكل الجميعى» على الوجه السابق الموضح لهما ، فى رقم ٦ من هامش ص ٥١٢.
(٣) وفيما سبق يقول ابن مالك :
وبعد كلّ أكّدوا بأجمعا |
|
جمعاء ، أجمعين ، ثمّ جمعا |
أى : بعد لفظة : «كل» التى للتوكيد استعمل العرب الألفاظ التى تجىء بعدها لتقوية التوكيد بها ، وسرد تلك الألفاظ .. علما بأن كل واحد منها يستعمل مع مؤكّد (متبوع) يخالف ما يستعمل مع الآخر ...
(٤) قلة نسبية ، وليست قلة ذاتية تمنع القياس ، فهى قلة بالنسبة للصورة الأخرى التى لا استقلال فيها. (راجع رقم ٢ من هامش ص ٧٩ حيث إيضاح القلة بنوعيها).
(٥) من الجائز إعراب : «أجمعين» حالا ، ولكن المعنى يختلف عن إعرابها توكيدا ، فعلى إعرابها حالا يكون المعنى «مجتمعين» أى : فى حالة اجتماعهم ، وعدم تفرقهم. وعلى إعرابها توكيدا يكون المعنى على الشمول والإحاطة ، وأن الإكرام شملهم فردا فردا. فبين المعنيين فرق واضح ، ومن الواجب عند الإعراب ملاحظة المعنى المراد دائما ، لأن الإعراب لا بد أن يجارى المعنى المقصود.