فى الأمثلة الأولى «كلّ» والمنعوت (فريق) بعض منه ، والناس المجرور «بفى» فى الأمثلة الأخيرة «كل» والمنعوت المحذوف «إنسان» ، بعض منه (١) ...
* * *
ج ـ حذف النعت والمنعوت معا :
قد يحذفان معا ـ وهذا قليل (٢) ـ إذا قامت القرينة الدالة عليهما ؛ كقوله تعالى : فى الأشقى الذى يدخل النار : (ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى)، أى : لا يحيا حياة نافعة (٣). وكقولك للمتعلم الذى لا ينتفع بعلمه : هذا غير متعلم ، أى : غير متعلم تعلما مثمرا ...
* * *
الترتيب بين النعوت المتعددة :
إن كانت النعوت المتعددة مفردة جاز تقديم بعضها على بعض من غير ترتيب محتوم ، فالأمر فيها للمتكلم ؛ يقدم ما يشاء ويؤخر ، على حسب ما يرى من أهمية. وكذلك إن كانت جملا ، أو أشباه جمل ؛ نحو : (راقنى الورد النّاضر ، العطر ، البهّ ـ أقبل رجل (وجهه متهلل) (ثغره باسم). ـ أبصرت رجلا فى سيارة ، على أريكة ـ.
أما إذا اختلفت أنواعها فالأغلب تقديم المفرد على شبه الجملة ، وشبه الجملة على الجملة ؛ نحو : هذا عصفور حزين ، على شجرة ، يشكو ما أصابه ... وقوله تعالى : (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ ...) ،
__________________
(١) سبقت الإشارة لهذا فى ٤٧٣ وفى حذف النعت والمنعوت يقول ابن مالك مصرحا بقلة حذف النعت :
وما ـ من المنعوت والنّعت ـ عقل |
|
يجوز حذفه ، وفى النّعت يقل |
يريد : ما عقل (أى : علم بدليل) ، من النعت أو المنعوت يجوز حذفه. وليست درجة حذفهما متساوية فى الكثرة ، فإن حذف المنعوت أكثر من حذف النعت.
(٢) وهذه القلة نسبية ، لا تمنع من القياس عليها.
(٣) لأنه لا واسطة بين الحياة والموت. ويصح أن يكون المراد : لا يموت فيها موتا دائما ، ولا يحيا حياة نافعة.