(٤) إذا لم يتعدد النعت وكان المنعوت معرفا معلوما بدونه جاز فى النعت الإتباع
والقطع ، نحو : أنت الشريك الوديع ، برفع كلمة : «الوديع» ؛ إتباعا ، أو نصبها على
القطع. ـ والمنعوت هنا متعين ؛ بسبب الخطاب ـ
ولا يجوز القطع إن كان النعت للتوكيد (١) ، أو : كان من الألفاظ التى أكثرت العرب من استعمالها نعتا بعد كلمات معينة (٢) ، ... أو كان نعتا لاسم إشارة ؛ نحو : أهلك الله بعض الأمم بالرجفة الواحدة ـ جاء القوم الجمّاء الغفير (٣) ـ امتدحت هذا الوفىّ.
ومن الأمثلة لهذه الثلاثة أيضا : «وقال الله لا تتّخذوا إلهين اثنين» (٤) ـ يسرنى رؤية الشّعرى العبور (٥) ـ ما أكبر تقديرنا لهذا النابغ.
(٥) قلنا (٦) إن النعت المقطوع لا بد أن يخالف فى حركته حركة المنعوت السابق ؛ فإن كان المنعوت مرفوعا وأردنا قطع النعت لداع بلاغى قطعناه إلى النصب
__________________
ـ هذا المبتدأ المحذوف ضميرا ، والنصب على تقدير عامل محذوف ينصبه (كالفعل مثلا) والنعت المقطوع يعرب مفعولا به لهذا العامل. والعامل فى الحالتين (مبتدأ كان أو فعلا) لن يظهر ، لأنه محذوف وجوبا ، واقتصر على هذا من غير أن يذكر التفصيل الذى سردناه.
(١) وقد شرحناه ـ فى رقم ٦ من ص ٤٣٩ ـ ؛ لأن القطع ينافى التوكيد.
(٢) المراد : أن هناك كلمات يشيع استعمالها نعتا لمنعوتات خاصة معينة فى الغالب ؛ ككلمتى «العبور» و «الغفير» فى الأساليب الفصيحة الشائعة ؛ حيث يقول العرب : «جاء» القوم الجمّاء الغفير ، وسرتنى الشّعرى العبور» فقد وقعت الكلمتان ـ وما أكثر وقوعهما ـ نعتين لمنعوتين معينين ، قل أن يستعملا نعتا لغيرهما. فليس المراد أن تلك المنعوتات لا تستعمل إلا منعوتة ، ولا أن نعتها لا يكون إلا من بين تلك الكلمات ، وإنما المراد أن تلك الألفاظ إذا وقع بعدها وصف أو ما يشبهه فهو نعت لها ، لا أنها يلزم لها النعت دائما.
(٣) الجماء ، مؤنث الأجم ، بمعنى الكثير. الغفير : الذى يستر الأرض ويغطى وجهها بكثرته. وهذا تعبير قديم سبق أن شرحناه. وتناولنا نواحى التأنيث والتذكير والإعراب وغيره فى ج ٢ ص ٢٧٨ م ٨٤ (باب الحال).
(٤) النعت هنا للتوكيد ؛ لأنه يدل على التثنية ، وهى مفهومة من المنعوت ، فهو يؤكدها.
(٥) لأن العرب تكاد تقتصر فى استعمال «العبور» نعتاء الحالة التى يكون المنعوت فيها هو كلمة : الشعرى.
(٦) ص ٤٨٦ و٤٨٨ وفيهما الشروط والتفاصيل لذلك.