قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    النّحو الوافي [ ج ٣ ]

    النّحو الوافي

    النّحو الوافي [ ج ٣ ]

    المؤلف :عبّاس حسن

    الموضوع :اللغة والبلاغة

    الناشر :دار المعارف

    الصفحات :688

    تحمیل

    النّحو الوافي [ ج ٣ ]

    385/688
    *

    فى كل حالة ، فلا إهمال للمعنى الخاصّ الأساسى للفعل ، ولا تعميم فيه ولا شمول ، ولا خلوّ من التعجب ، فالأسلوب هنا باشتماله على الأمور الثلاثة السالفة مختلف عنه مع «نعم وبئس» ؛ لأن معناهما : المدح والذمّ العامّين الشاملين ، الخاليين من إفادة التعجب (١).

    وإنما يقوم الفعل الثلاثى (٢) بتأدية معناه الخاص مع تلك الزيادة فى الدلالة إذا تحقق فى صوغه أمران :

    أولهما : أن يكون مستوفيا كل الشروط التى يجب اجتماعها فى الفعل الذى يصلح أن تصاغ منه ـ مباشرة ـ صيغتا التعجب (٣) ، وفى مقدمتها : أن يكون ثلاثيّا.

    ثانيهما : أن يكون على وزن : «فعل» ـ بضم العين ـ ؛ سواء أكان مصوغا على هذا الوزن من أول الأمر نقلا عن العرب ؛ مثل : شرف ، وكرم ، وحسن ... و ... ، أم لم يكن ؛ كفهم (٤) ، وجهل ، وبرع ... ؛ فيصير : فهم ـ جهل (٥) ـ برع ...

    (ومعلوم أن الفعل الثلاثى لا يخرج ـ فى الأغلب (٦) ـ عن ثلاثة أوزان ؛ تنشأ من تحريك عينه بالفتح ؛ (نحو : ذهب) ، أو بالكسر ؛ (نحو : علم) أو بالضم ؛ (نحو : ظرف). أمّا أوله فمفتوح فى أغلب الحالات (٧) والأوزان التى

    __________________

    (١) انظر رقم ٣ من هامش ص ٣٦٨ ففيها إشارة وافية ، موضحة لهذا. أما بيان الفروق المختلفة كلها فتأتى فى : «ا وب» من ص ٣٨٨.

    (٢) إلا الفعل : «ساء» فحكمه فى ص ٣٩٢.

    (٣) سبق بيانها وشرحها فى ص ٣٤٩ و٣٨٥ من باب : التعجب ؛ ـ وليس من اللازم لتحقيق الشرط الأول (وهو أن يكون الفعل ماضيا) أن يكون هذا الماضى المراد تحويله حلقى الفاء ؛ ـ كما يرى بعض النحاة ـ فقد يكون ، أو : لا يكون (وحروف الحلق ستة ؛ هى : الهمزة ـ العين ـ الغين ـ الحاء ـ الخاء ـ الهاء).

    (٤ و٤) يرى بعض النحاة : أنه لا يجوز تحويل (علم ، وجهل ، وسمع) إلى : «فعل» وحجته : أن هذا التحويل غير مسموع. وفى رأيه تعسير لا داعى له ، لمعارضته حكمة القياس ، والغرض منه ، ولأنه سمع تحويلها ـ كغيرها ـ عن بعض القبائل العربية.

    (٤ و٤) يرى بعض النحاة : أنه لا يجوز تحويل (علم ، وجهل ، وسمع) إلى : «فعل» وحجته : أن هذا التحويل غير مسموع. وفى رأيه تعسير لا داعى له ، لمعارضته حكمة القياس ، والغرض منه ، ولأنه سمع تحويلها ـ كغيرها ـ عن بعض القبائل العربية.

    (٥) هناك أفعال صحيحة العين ، ساكنتها أصالة وهى قليلة العدد ، ومنها : «نعم وبئس» وليس منها الأفعال المعتلة العين ؛ مثل : غاب ـ قام ـ نام ـ ... ؛ فإن سكونها طارئ لأن عينها فى الأصل متحركة.

    (٦) قلنا : «فى أغلب الحالات» لأن قليلا من الأفعال الماضية. مكسور الأول ؛ مثل : نعم ـ بئس ...