والقادرين هم الفاعلون لحب العلم ؛ وبغض النقص. وما قبل إلى : (العلم ـ النقص) هو المفعول المعنوى ـ لا النحوىّ ؛ لأنه الذى وقع عليه الحب ـ والبغض.
ولهذا ضابط سبق بيانه (١) ؛ هو : أن يحذف فعل التعجب ومعه «ما التعجبية» إن وجدت ، ويوضع مكانهما فعل آخر من مادته ومعناه ، يكون فاعله النحوى هو الاسم المجرور بإلى ، ومفعوله هو الاسم الواقع بينها وبين فعل التعجب. فإن استقام المعنى على هذا صح مجىء «إلى» ، وإلّا وجب تغييرها. ففى المثال السابق نقول : أحب ، أو : يحب النابغون العلم ، ويكره القادرون النقص. وقد استقام المعنى فدلت استقامته على صحة مجىء «إلى».
فإن كان ما بعدها ليس فاعلا فى المعنى ، وإنما هو مفعول معنوى وما قبلها هو الفاعل المعنوى وجب الإتيان «بلام الجر» ، بدلا من : «إلى» ؛ نحو : ما أحبّ الوالدة لمولودها! ، فالوالدة هى الفاعل المعنوى ـ لا النحوىّ ـ الذى فعل الحب أو قام به الحب. والمولود هو المفعول المعنوى ـ لا النحوىّ ـ الذى وقع عليه الحبّ ؛ لصحة قولنا : أحبت ، أو تحب الوالدة مولودها ... فمعنى : «إلى» ، و «اللام» ، فى مثل هذا الموضع هو : «التبيين» ، أى : بيان الفاعل المعنوى والمفعول المعنوى ، وتمييز كل منهما من الآخر.
ب ـ إن كان أصل فعل التعجب فعلا متعديا بنفسه لواحد فإنه يصير لازما يتعدى بحرف جر خاص هو : «اللام» كذلك ، مثل : ما أضرب الناس للجاسوس!!
وإن كان أصل فعل التعجب فعلا لازما يتعدى إلى معموله بحرف جر معين وجب أن يجارى أصله فى التعدى بهذا الحرف إلى معموله ؛ نحو : ما أغضب الناس على الخائن. وقول شوقى :
ما أجمل الهجرة بالأحرار |
|
إن ضنّت الأوطان بالقرار |
لأنه يقال : غضب الله على الكافر ... ـ جمل المرء بخلقه ...
__________________
(١) ج ٢ ص ٣٤٥ م ٩.