زيادة وتفصيل :
ا ـ لسنا بحاجة إلى الأخذ برأى من يقول : إن «ما» التعجبية اسم موصول ، مبتدأ ، والجملة بعدها صلتها ، والخبر محذوف. ولا برأى آخر يقول : إنها نكرة ناقصة (تحتاج إلى نعت بعدها) والجملة بعدها نعت لها ، والخبر محذوف ، ولا استفهامية ... ولا ... ولا ... ، فكل هذه الآراء تحمل فى طياتها كثيرا من التعسف ، وتقوم على الحذف والتأويل من غير داع ، ومن غير أن تمتاز بمزية تصرفنا عن الإعراب الأول الذى يتضمن كل مزاياها ، ويخلو من عيوبها. فعلينا التمسك به وحده ، وأن نختصر فى الإعراب ، فنقول : «ما» تعجبية ، قاصدين مع هذا الاختصار أنها نكرة تامة مبتدأ ـ من غير حاجة للتصريح بما اصطلحنا عليه ...
ب ـ ورد عن العرب قولهم : (ما أميلح فلانا وما أحيسنه ،) بتصغير الفعلين الماضيين : «أملح وأحسن» عند استخدامهما فى التعجّب ، مع أن الأفعال لا تصغّر ... فهل يصح تصغير غيرهما من الأفعال الماضية المستخدمة فى التعجب ، والتى على وزن «أفعل» ؛ قياسا على هذين الفعلين الماضيين؟ الرأى الشائع عدم الجواز ، ولكن سيبويه وبعض البصريين وفريق من غيرهم يبيحه. وفى الأخذ بهذا الرأى ـ أحيانا ـ تيسير وتوسعة لا ضرر منهما (١) ...
__________________
(١) تفصيل هذا ـ كاملا ـ فى باب : «التصغير» من الجزء الرابع م ١٧٥. ص ٦٣١.