سكان المناطق القطبية! فكلمة : «ما» فى هذه الأمثلة وأشباهها ـ مبتدأ (١) ، والجملة الفعلية بعدها خبرها ، ثم المفعول به الذى هو فاعل فى المعنى : فالأصل جملت الوردة ـ ضخم الهرم ـ قصر سكان المناطق القطبية ـ
وعند إرادة التعجب من كبر قارة آسيا ، وسعتها ، وغزارة سكانها ، وعلو جبالها ... و ... نقول ما أكبرها!! وما أوسع رقعتها!! وما أغزر سكانها!! وما أعلى جبالها!! ... والإعراب كما سبق تماما ، وكذلك المفعول به
و «ما» التعجبية فى هذه التراكيب ـ ونظائرها ـ هى نوع من «النكرة التامة» (٢) ، وتتضمن ـ بذاتها (٣) ـ معنيين معا ، أو : أنها ترمز إليهما معا ؛ هما : (توجيه الذهن إلى أن ما بعدها عجيب ، وأن الذى أوجده أمر عظيم) ويصفها النحاة بأنها «نكرة تامة». والماضى بعدها جامد لا محالة (٤) ، مع أنه فى أصله ثلاثى متصرف ، ولكنه يفقد التصرف باستعماله فى التعجب رباعيّا على وزن «أفعل» كما يفقد ـ فى الأرجح ـ الدلالة على الزمن إن لم توجد قرينة تدل على الزمن (٥).
__________________
(١) انظر «ا» من الزيادة التالية ـ فى ص ٣٤٣ ـ.
(٢) يريدون بالتنكير ، أنها بمعنى : «شىء» أىّ شىء. وبالتمام : أنها لا تحتاج إلا للخبر ، فلا تحتاج بعدها إلى نعت أو غيره من القيود. وتنكيرها أفادها إبهاما جعلها فى أسلوب التعجب بمعنى : «شىء عظيم». وعلى هذا تكون «النكرة التامة» هى النكرة المحضة الخالصة من كل قيد ، أما المقيدة بنعت أو غيره من القيود فتسمى : «نكرة ناقصة». ـ وبيان هذا فى ج ١ م ١٧ ـ.
(٣) أى : بلفظها وتكوينها ، لا بلفظ أو شىء آخر غيرها.
(٤) ولا يدل ـ عند المحققين ـ على زمن ؛ لأن الجملة التعجبية متجردة لمحض «الإنشاء» المقصود منه «التعجب» ، فلا دلالة فيها على زمن عندهم (كما سيجىء فى رقم ٢ من هامش ص ٣٤٤ وفى رقم ١ من هامش ص ٣٤٩ وفى رقم ٤ من هامش ص ٣٦١) ـ وعدم دلالتها على الزمن مشروط بألا تشتمل على لفظة : «كان» أو «يكون» أو غيرهما من الألفاظ أو القرائن التى أريد منها أن تدل على زمن مجدد معين ، طبقا للبيان الخاص بهذا فى الصفحات السالفة ، وفى صدر الجزء الأول عند الكلام على الأفعال ـ م ٤ ـ.
(٥) كما سيجىء فى ص ٣٤٧ و٣٤٩ و٣٥٧.