المتصرف (١) ؛ مثل : «محفوظ» من «حفظ» و «مصروع» من «صرع» و «منسوب» من «نسب» ، و «معلوم» من «علم» ، و «مجهول» من جهل و «معروف» ، من عرف. ومثل «محمود» ، من حمد فى قول الشاعر :
لعلّ عتبك محمود عواقبه |
|
وربما صحّت الأجسام بالعلل |
ب ـ ويصاغ قياسا من مصدر الماضى غير الثلاثى بالإتيان بمضارعه وقلب أوله ميما مضمومة مع فتح ما قبل الآخر.
فللوصول إلى اسم المفعول من : «سارع» نجىء بمضارعه : «يسارع» ، ثم ندخل عليه التّغيير السالف ، فيكون اسم المفعول : «مسارع» ، نحو : الخير مسارع إليك. واسم المفعول من : «هدّم» هو : مهدّم ؛ نحو : صرح البغى مهدّم ، واسم المفعول من : «أوجع» هو : موجع ؛ كما فى قول الشاعر (٢) الكهل الوفىّ :
خلقت ألوفا ؛ لو رجعت إلى الصّبا |
|
لفارقت شيبى موجع القلب ، باكيا |
وهكذا : استخرج ـ يستخرج ـ مستخرج ، نحو : المستخرج من النّفط فى بلادنا يكفى حاجاتنا. ومثل : «منزّهة ، ومكرّمة» فى قول أبى تمام فى وصف قصائده :
منزّهة عن السّرق المورّى (٣) |
|
مكرّمة عن المعنى المعاد |
* * *
__________________
ـ عنوانه : «إعمال اسم الفاعل» ولكنه ضمنه إعمال اسم الفاعل واسم المفعول معا ، فهو باب ينطوى على إعمالهما. وقد مر شرح أبياته فى مناسباتها الخاصة ابتداء من ص ٢٤٩ ، وثانيهما عنوانه : «أبنية أسماء الفاعلين ، والمفعولين ، والصفات المشبهة بها» وسيجىء شرح أبياته فى مناسباتها ابتداء من هامش ص ٢٨٩ وفصل بين البابين بآخر عنوانه : «أبنية المصادر» وقد ارتضى هذا الترتيب لحكمة رآها ، قد تكون ـ كما يقول بعض النحاة ـ الرغبة فى موالاة مواضع الإعمال للمصدر وللمشتقات ، حتى إذا فرغ من الكلام على شئون الإعمال لهذه العوامل الاسمية التى بينها كثير من الترابط والتشابه ـ انتقل إلى الكلام على أبنيتها وصيغها. وقد سبق أن أشرنا أننا لا نرتضى هذا الترتيب ؛ لما فيه من توزيع الأحكام والصيغ على بابين مستقلين ومنفصلين عن الإعمال ؛ إذ الأنسب تعريف كل عامل مع ذكر صيغه وأحكامه فى باب واحد.
(١) أما الماضى الجامد فليس له مصدر ، ولا اسم مفعول ، ولا اسم فاعل ، ولا صفة مشبهة ، ولا غيرها من المشتقات ...
(٢) هو : المتنبى.
(٣) السرق المورى : السرقة التى يخفيها السارق.