الآخر معه ؛ لئلا يزيد منصوب الصفة المشبهة على واحد إذا كان شبيها بالمفعول به.
قال «الصبان» فى هذا الموضع (١) : لا داعى للأخذ بالوهم السابق ، ولا بما يترتب عليه ، فالصحيح عنده فى هذه الصورة وأشباهها جواز الإضافة إلى المرفوع مع ذكر المنصوب الواحد بعده ، والذى يعرب «شبيها بالمفعول به»
وفى رأيه تيسير ، واستبعاد لشرط أن يكون الفعل محذوف المفعول به ـ كما اشترطه بعضهم ـ.
ثالثها : نوع مأخوذ من فعل متعد لمفعولين ، أو ثلاثة : نحو : (أنا ظانّ رفيقا قادما ، ومخبّر الأصدقاء السرور شاملا بقدومه). ولا يكاد يوجد كبير خلاف فى منع انتقال هذا النوع إلى معنى الصفة المشبهة من طريق إضافته لفاعله ؛ لأن الوصف ينصب مفعولين أو أكثر كفعله ، ومنصوب الصفة المشبهة لا يزيد على واحد على الوجه الذى أوضحناه فى النوع السالف ... هذا ، ولأكثر النحاة فلسفة خيالية فيما تقدم ؛ فهم يقولون (٢) : إن إضافة اسم الفاعل إلى مرفوعه تتم على الصورة السابقة فى ثلاث مراحل مرتبة (٣) :
أولها : تحويل الإسناد عن المرفوع إلى ضمير الموصوف.
وثانيها : نصب المرفوع بعد ذلك على التشبيه بالمفعول به.
وثالثها : جره على الإضافة.
ففى مثل : الطبيب رائف القلب ، يكون الأصل : الطبيب رائف قلبه ؛ ـ برفع كلمة : «قلب» ـ ثم يتحول الإسناد عن المرفوع السببى ، وينتقل إلى الضمير المضاف إليه ؛ وهو : «الهاء» ويستتر هذا الضّمير فى الوصف : «رائف» ، ويعوّض منه «أل» فى رأى الكوفيين (٤) ، وينصب المرفوع الذى تحول عنه الإسناد ؛ لأنه صار بعد تحويل الإسناد عنه أشبه بالفضلة ؛
__________________
(١) آخر باب : إعمال اسم الفاعل.
(٢) كما سيجىء فى «ب» ص ٣١٥ فى الصفة المشبهة.
(٣) والضمير فى هذه المراحل قد يشابه الصورة الآتية فى ص ٣١٠ ، وقد يمتنع بعض هذه المراحل ، طبقا لما سيجىء فى ص ٣٠٥.
(٤) كما سلف فى رقم ٤ من هامش ص ٢٦٤ وكما يجىء ، فى رقم ٤ من هامش ص ٢٧٧.