اسم الفاعل المضاف لفاعله بقصد النص على الثبوت والدوام بقرينة ، فيترك الحدوث ، وينتقل إلى معنى الصفة المشبهة ـ ثلاثة أنواع (وكذا صيغة المبالغة ، وهذه لا تصاغ إلا من الثلاثى).
أولها : نوع مأخوذ من الفعل اللازم ـ الثلاثى وغير الثلاثى ـ مثل : عال وشامخ .. فى نحو : هذا عالى القامة ، شامخ الأنف (وفعلهما : علا ـ شمخ). ومثل «تائب» فى قول الشاعر :
تباركت ؛ إنى من عذابك خائف |
|
وإنى إليكم تائب النفس باخع (١) |
(والفعل : تاب) وقول الآخر يمدح :
ضحوك السّنّ إن نطقوا بخير |
|
وعند الشرّ مطراق عبوس ... (٢) |
ولا يكاد يوجد خلاف فى جواز انتقال هذا النوع من حالة الحدوث إلى معنى الصفة المشبهة.
ثانيها : نوع مأخوذ من فعل متعد لمفعول به واحد. والراجح فى هذا النوع جواز انتقاله إلى معنى الصفة المشبهة ، بشرط أن يكون اللبس مأمونا ؛ (وهو : التباس الإضافة للفاعل بالإضافة للمفعول به). فإذا لم يؤمن اللبس لم تجز الإضافة ؛ كقولهم : فلان راحم الأبناء ، نافع الأعوان ، يريدون : أن أبناءه راحمون وأعوانه نافعون. فإذا كان المقام مقام مدح الأبناء والأعوان ـ جاز ؛ لدلالة المقام على أن الإضافة للفاعل ؛ كصدورها ممن يردّ على قول القائل : (ليس أبناء فلان بمفطورين على الرحمة ، ولا أعوانه بمطبوعين على النفع ،) أو من يردّ على قول القائل : (أبناء فلان قساة ، وأعوانه ضارّون ، بسجيّتهم ...) ففى هذا المثال وأشباهه مما يحذف فيه المفعول به ويؤمن فيه اللبس لقرينة لفظية ، أو : معنوية ، يجوز فى السببى ـ ككلمة : «الأبناء» وكلمة : «الأعوان» ـ إما الرفع ؛ على أنه فاعل للصفة المشبهة (وهى : راحم ـ نافع) ، وإما النصب
__________________
(١) قاتل لها حزنا.
(٢) والفعل : (أطرق ـ عبس) وقد سبق هذا البيت فى رقم ٣ من هامش ص ٢٦٠ لمناسبة أخرى.