ويجوز أيضا تقديم معموله على مبتدأ يكون اسم الفاعل خبرا له ، نحو : الضيوف أنت مصافح. والأصل : أنت مصافح الضيوف.
ب ـ يجوز إعمال اسم الفاعل ـ أحيانا ـ وهو محذوف ؛ مثل : أعليّا أنت مساعده؟ فقد اشتغل اسم الفاعل المذكور بضمير الاسم السابق ، واستغنى بنصبه عن نصب الاسم السابق : فلم يبق إلا أن يكون الناصب للاسم السابق عاملا آخر ، محذوفا ، يفسره المذكور على الوجه المعروف فى باب : «الاشتغال» (١) والتقدير : أمساعد عليّا أنت مساعده؟. ومثله أيضا : أعليّا أنت مساعد أخاه ، والتقدير : أمساعد عليّا أنت مساعد أخاه. ومثله فى كل ما سبق صيغ المبالغة.
ح ـ عرفنا أن اسم الفاعل يدل ـ غالبا ـ هو وصيغ المبالغة ، على الحدوث وعدم الدوام ، وعرفنا طريقة صوغه ...
لكن قد يراد منه النصّ على الثبوت والدوام مع قيام قرينة تدل على هذا ، فيصير صفة مشبهة (٢) ؛ ويسمى باسمها ـ بالرغم من بقائه على صورته الأصلية (٣) ؛ ويجرى عليه أحكام الصفة المشبهة ؛ فيجوز فى السببىّ (٤) بعده إن كان معرفة :
__________________
(١) فى هذا المثال ـ وأشباهه ـ نجد الاسم السابق منصوبا مع أن الضمير الراجع إليه مجرور. لكنه مجرور فى حكم المنصوب. لأن كلمة : «مساعد» فى حكم الفعل ، وتنوينها ملحوظ وإن لم يكن ملفوظا ؛ فالضمير هنا كالضمير فى مثل : أعليا مررت به ـ مجرور وهو فى الحكم منصوب. كما سبق فى باب الاشتغال ج ١. (راجع شرح المفصل ج ٦ ص ٦٩).
(٢) سيجىء فى ص ٢٨١ م ١٠٤ باب خاص بها يتضمن تعريفها ، وتفصيل أحكامها ، والتغير فى دلالة اسم الفاعل والصفة المشبهة.
(٣) كما سبق فى ص ٢٤٣ و٢٥٦ ويجىء فى ص ٢٩٢.
(٤) لابد لكل اسم مشتق عامل ، من صاحب يقوم به معنى المشتق ، مثل : محمد عالم ـ على محسن ، الجو معتدل ـ فالكلمات : محمد ـ على ـ الجو ـ هى الصاحب الأصيل الذى قام به معنى المشتق قياما مباشرا متصلا بذاته ، وقد يقوم المعنى بشىء آخر يتصل بالصاحب الأصيل بنوع اتصال ، ويرتبط به من بعض النواحى ، كأن نقول : محمد عالم أبوه ـ على محسن أخوه ـ الجو معتدل حرارته ، فالأب والأخ والحرارة ... و ، ... ليست الصاحب الأصيل للوصف المشتق ؛ وإنما ترتبط معه برابط يجمع بينها ؛ كالأبوة ، والأخوة ، والتبعية فى أمر ما. هذا الرابط يسمى : «السببىّ». ولا بد فيه من ضمير يعود على الأصل. وقد تقوم «أل» خلفا عن الضمير فى مذهب ـ