زيادة وتفصيل :
ا ـ إذا كان اسم الفاعل ـ ومثله صيغ المبالغة ـ مقرونا «بأل» لم يجز تقديم شىء من معمولاته عليه ، إلا شبه الجملة. لأن «أل» الداخلة عليه موصولة ، واسم الفاعل مع فاعله بمنزلة الصلة لها ؛ والصلة لا تتقدم هى ولا شىء منها ولا من معمولاتها على الموصول. إلا شبه الجملة (١) ؛ لأنه محل التساهل ؛ فيصح أن يقال : أنا لك المرافق ، ومعك الدائب ، أى : أنا المرافق لك ـ الدائب معك ...
أما إن كان مجردا منها فيجوز تقديم المعمول : مفعولا كان أو غير مفعول (٢) إلا فى بعض حالات ، فمثال التقديم الجائز : الحديقة ـ عطرا ـ فوّاحة. والأصل : الحديقة فواحة عطرا.
ومن الحالات التى لا يجوز فيها التقديم أن يكون اسم الفاعل مجرورا بالإضافة ، أو بحرف جر أصلىّ ، نحو : يروقنى رسم مصوّر طيورا ـ ألا تغضب من معذّب الحيوان؟ فلا يجوز : يروقنى ـ طيورا ـ رسم مصور. ألا تغضب ـ الحيوان ـ من معذّب ، بخلاف المجرور بحرف جر زائد. فيجوز أن يتقدم عليه معموله ؛ نحو : ما العزيز ـ الهوان ـ بقابل. والأصل : ما العزيز بقابل الهوان.
وأجاز قوم تقديم المعمول إن كان اسم الفاعل : «مضافا إليه» ، و «المضاف» كلمة : غير» أو : «حقّ» ، أو : «جدّ» ، أو : مثل ، أو : أوّل ، نحو : (المنافق ـ الوعد ـ غير منجز). (هذا ـ الأعداء ـ حقّ قاهر ، أو : جدّ قاهر) ، والأصل : المنافق غير منجز الوعد. هذا حقّ قاهر الأعداء ، أو : جدّ قاهر الأعداء. (شاعرنا درّا مثل ناظم) ، (العرب ضيفا أول ناصر). وهذا الرأى حسن ؛ لما فيه من تيسير وأحسن منه براعة استخدامه فى أنسب الأساليب له ، وأليق المواقف.
__________________
(١) راجع ج ١ ص ٢٧٦ م ٢٧ وسبقت الإشارة للسبب فى رقم ١ من هامش ٢١٦.
(٢) راجع هامش ص ٢٥٦ الوجه الرابع.