ملاحظة : ورد فى المسموع الذى لا يقاس عليه بعض صيغ المبالغة خاليا من معنى : «المبالغة» ، مقتصرا فى دلالته المعنوية على المعنى المجرد الذى لا مبالغة فيه ؛ فهو يدل على ما يدل عليه اسم فاعله الخالى من تلك المبالغة المعنوية : مثل كلمة : «ظلوم» فى قول الشاعر :
وكل جمال للزوال مآله |
|
وكل ظلوم سوف يبلى بظالم |
فإنها ليست للمبالغة ؛ إذ المقام هنا يقتضى أن يكون المراد من لفظ : «ظلوم» هو : «ظالم» ؛ وليس كثير الظلم ؛ لأن كلّا من الاثنين سيلقى ظالما. من غير أن يتوقف هذا اللقاء إلا على مجرد وقوع الظلم من أحدهما ، دون نظر لقلة الظلم أو كثرته (١).
__________________
ـ نصب أكثر من مفعول جاز جر واحد ووجب نصب الباقى. قال :
وانصب بذى الإعمال تلوا ، واخفض |
|
وهو لنصب ما سواه مقتضى |
(«ذى الإعمال» : صاحب الإعمال ، أى : المستوفى شروط العمل ، وهو اسم الفاعل. «تلوا» تاليا ـ أى : المفعول به الذى يتلوه).
وبيّن بعد ذلك أن تابع الاسم المجرور على الوجه السالف يجوز فيه الجر ، ويجوز فيه النصب :
واجرر أو انصب تابع الذى انخفض |
|
كمبتغى جاه ومالا من نهض |
والأصل : من نهض مبتغى جاه ومالا. فعطف كلمة : «مالا» على كلمة : «جاه» المجرورة بالإضافة ، ولكنها منصوبة باعتبارها مفعولا به لاسم الفاعل فى الأصل قبل الإضافة.
(١) ينطبق هذا على كلمة : «فخور» فى قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً.) فليس المراد هنا كثرة الفخر لأن الله يكره صاحب الفخر مطلقا ؛ بغير نظر إلى كثرة فخره أو قلته.