و «مفعل» ؛ نحو : إنه شرّيب أهوال ، ومسعر (١) حروب. وفعلهما الثلاثى ؛ شرب ، وسعر. ومن غير الثلاثى : درّاك ـ سأر ـ معوان (٢) ـ مهوان ـ نذير ـ سميع ـ زهوق. وأفعالها الشائعة : أدرك ـ أسأر (بمعنى : ترك فى الكأس بقية) أعان ـ أهان ـ أنذر ـ أسمع ـ أزهق.
* * *
أحكامها : لصيغ المبالغة القياسية أحكام ، أهمّها :
ا ـ أنها لا تصاغ إلا من مصدر فعل ثلاثى ، متصرف ، متعد ، ما عدا صيغة : «فعّال» فإنها تصاغ من مصدر الفعل الثلاثى اللازم (٣) والمتعدى ؛ كقوله تعالى : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ (٤) مَهِينٍ (٥) ، هَمَّازٍ (٦) ، مَشَّاءٍ (٧) بِنَمِيمٍ (٨) ، مَنَّاعٍ (٩) لِلْخَيْرِ ، مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ...) وقولهم : فلان بسّام الثغر ، ضحّاك السّن ، وقول الشاعر :
__________________
(١) مسعر الحرب : من يكثر إشعالها ، وإيقاد نيرانها.
(٢) ومنه قول شاعرهم :
وكن على الخير معوانا لذى أمل |
|
يرجو نداك ؛ فإن الحرّ معوان |
ومثله «متلاف» (من أتلف) فى قول أبى فراس الحمدانى :
وللوفر متلاف ، وللحمد جامع |
|
وللشر ترّاك. وللخير فاعل |
(٣) يرى بعض اللغويين أن المسموع كثير من صيغة «فعّال» المشتقة من مصدر الفعل الثلاثى اللازم للدلالة على المبالغة ؛ ولذا يجيز ـ لشدة الحاجة إليها ـ اشتقاقها من مصدر الثلاثى اللازم أيضا ، ومنه الآية التالية. وهو رأى حسن ارتضاه المجمع اللغوى ، وسجله فى مجلته ج ٣ ص ١٤ ، ١٥.
وفى المراجع اللغوية صيغ متنوعة مسموعة ـ غير صيغة «فعّال» ـ لم تستوف شروط الصياغة ، فيجب الوقوف فيها عند حد السماع. ومن أمثلتها «ضحوك وعبوس» فى قول شاعرهم :
ضحوك السنّ إن نطقوا بخير |
|
وعند الشّر مطراق عبوس |
فقد صاغ من الثلاثى اللازم كلمتى : «ضحوك وعبوس» مع أن فعلهما لازم ، كما صاغ كلمة «مطراق» مع أن فعلها الشائع رباعى ؛ هو : أطرق ، بمعنى : سكت ، ونظر إلى الأرض.
ـ وسيعاد البيت فى ص ٢٦٦ لمناسبة هناك ـ. ومثل : «بشوش» فى قول عنترة :
ألقى صدور الخيل وهى عوابس |
|
وأنا ضحوك نحوها وبشوش |
(٤) كثير الحلف.
(٥) حقير دنىء.
(٦) كثير الهمز (أى : كثير الطعن والضرب ، والإيذاء ...)
(٧ و٨) كثير المشى بالنميمة (وهى : السعى بين الناس بالإفساد).
(٧ و٨) كثير المشى بالنميمة (وهى : السعى بين الناس بالإفساد).
(٩) كثير المنع ...