صوغه (١) :
ا ـ يصاغ من مصدر الماضى الثلاثى ، المتصرف ، على وزن : «فاعل» ؛ بأن نأتى بهذا المصدر ـ مهما كان وزنه ـ وندخل عليه من التغيير ما يجعله على وزن : «فاعل». ولا فرق فى الماضى بين المتعدى واللازم ، ولا بين مفتوح العين ، ومكسورها ، ومضمومها (٢) ؛ نحو : (فتح ، يفتح ، فتحا ؛ فهو : : فاتح ـ قعد ـ يقعد ، قعودا ؛ فهو : قاعد) ـ (حسب ، يحسب ، حسبانا ؛ فهو : حاسب ـ نعم ينعم ، نعما ؛ فهو : ناعم) ـ (كرم ، يكرم ، كرما ؛ فهو كارم ـ حسن ، يحسن ، حسنا ؛ فهو : حاسن) ؛ بشرط أن يكون الكرم والحسن أمرين طارئين ، لا دائمين (٣)
__________________
ـ على الفعل ، كثيرا كان أو قليلا : فيقال «فاعل» لمن تكرر منه الفعل وكثر ، ولمن وقع منه فعل ما ... فإذا أرادوا أن يشعروا بالكثرة وضعوا لها مثالا دالّا عليها ؛ مثل : فعول)» ا ه ... ولهذا إشارة فى ص ٢٥٧ وهامشها.
(١) عقد ابن مالك بابا مستقلا لإعمال اسم الفاعل ، وضمنه إعمال اسم المفعول (وسيجىء شرحه فى هامش ص ٢٥٠). ثم عقد بابا آخر (سيجىء شرحه أيضا فى هامش ص ٢٨٩) لأبنيتهما وصيغتهما ، وأبنية الصفة المشبهة ، فاصلا بينهما بباب آخر ؛ هو : «باب أبنية المصادر». وهذا ترتيب ارتضاء لسبب ذكرناه فى أول باب «أبنية المصادر» ص ١٨١ ولم نقبله هناك ، ولا نستحسنه هنا ؛ إذ الكلام على أحكام الشىء وإعماله لا بد أن يجىء بعد معرفة ذلك الشىء وإدراك كنهه ، وهذا يقتضى تقديم الكلام على صيغه وأبنيته أولا. كذلك لا نستحسن عقد بابين مستقلين ؛ أحدهما للصيغ والأبنية. والآخر للإعمال والأحكام : لما فى هذا من التشعيب والتشتيت من غير مسوغ
(٢) مضموم العين لا يكون إلا لازما. (انظر البيان الخاص باللازم فى هامش ص ٢٨٩).
(٣) نص على هذا كثيرون ـ فى باب «أبنية أسماء الفاعلين .. ـ ؛ منهم «الخضرى» و «الصبان» ، وصاحب حاشية «التصريح» ؛ ومنهم : «صاحب المصباح المنير» فى فصل الفعل ودلالته ، ودلالة المشتقات ، بآخر كتابه ، ص ٩٤٧ وما بعدها ، وكذلك محمد الرازى فى كتابه : «غرائب آى التنزيل» المطبوع على هامش كتاب : «إملاء ما من به الرحمن ...» للعكبرى ، ص ١٣٣ حيث عرض للآية الكريمة : (وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) وأوضح السبب فى التعبير بكلمة : «ضائق» دون «ضيق» بما نصه :
(إن ضيق صدر الرسول عارض غير ثابت ، لأن النبى عليه السّلام كان أفسح الناس صدرا. ونظيره قولك : فلان سائد وجائد. فإذا أردت وصفه بالسيادة والجود الثابتين المستقرين ، قلت : سيد وجواد. كذا قال الزمخشرى.) ا ه.
ويقول ابن يعيش فى الآية السالفة : (ضائق به صدرك) إنه عدل عن «ضيّق» إلى : «ضائق» ـ