بالمستبد العادل.) فكلمة : «زاهد» تدل على أمرين معا ؛ هما : الزهد مطلقا ، والذات التى فعلته أو ينسب إليها ، وكذا كلمة : «عادل» تدل على أمرين معا ؛ هما العدل مطلقا والذات ، التى فعلته أو ينسب إليها ، ومثلهما كلمتى : «واش» وسائل» فى قول المعرّى :
أعندى وقد مارست كل خفية |
|
يصدق واش (١) ، أو يخيّب سائل |
ودلالة اسم الفاعل على المعنى المجرد الحادث ، أغلبية ؛ لأنه قد يدل (٢).
ـ قليلا ـ عن المعنى الدائم ، أو شبه الدائم ، نحو : دائم ـ خالد ـ مستمر ـ مستديم ... و ... (٣)
ودلالته على ذلك المعنى المجرد مطلقة (أى : لا تفيد النص على أن المعنى قليل أو كثير ..) فصيغته الأساسية محتملة لكل واحد منهما (٤) ، إلا إن وجدت قرينة تعين أحدهما دون الآخر.
__________________
ـ لا اسم فاعل. هذا هو الاصطلاح المشهور. وأما ما يأتى فى : «أبنية أسماء الفاعلين» من أنه يطلق عليها اسم الفاعل فباعتبار اصطلاح آخر ، وهو مجاز ـ كما سيأتى ـ
«وإن شئت فقل : اسم الفاعل ما دل على فاعل الحدث ، وجرى مجرى الفعل فى إفادة الحدوث. فخرج بالأول اسم المفعول ، وبالثانى الصفة بجميع أوزانها ، وأفعل التفضيل» ا ه.
واستعمال ذلك الاصلاح شائع قبل «ابن مالك» ، ومنه ما جاء فى «أمالى القالى» ـ ح ٢ ص ١٨٤ ونصه : (قال أبو على ؛ غمض وغمض ـ بفتح الميم وضمها ـ فمن قال غمض ؛ بضم الميم ، قال فى الفاعل : غميض. ومن قال : غمض. بفتح الميم ، قال فى الفاعل غامض) ا ه فالمراد بالفاعل فى الأول : الصفة المشبهة ، وفى الثانى : اسم الفاعل.
(١) أصلها : واشى ، على وزن : فاعل ، حذفت الضمة لثقلها على الياء. ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين ، طبقا للبيان الذى سبق عند الكلام على المنقوص ج ١ م ١٦ ص ١٧٣.
(٢) شرط هذه الدلالة أن تكون هى المعنى الصريح لصيغته اللفظية ، أو أن توجد قرينة أخرى توجه المعنى إلى الدوام وشبهه ، مع بقاء اسم الفاعل فى الحالتين على صيغته وصورته الخاصة به ، وأحكامه النحوية التى تفرد بها (انظر الزيادة الآتية فى ص ٢٤٢).
(٣) وكذلك فى الحالة التى يصير فيها : «صفة مشبهة» وستأتى فى الزيادة ـ ص ٢٤٢.
(٤) جاء فى ص ١٣٠ من شرح درة الغواص ، ما نصه : «(قال ابن برى : ... إن باب «فاعل» كضارب ، وقاتل ... ، عام لكل من صدر منه الفعل ، قليلا كان أو كثيرا ؛ فلا يمنع أن يقع «فاعل» موقع «فعّال» المختص بالكثير ؛ لعمومه. ألا ترى أن قوله تعالى : (وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ..) لا يقتضى أن يكون السائل هنا من قل سؤاله؟ ـ ومثله فى صفات البارى : الخالق والخلاق ، والرازق والرزاق .. والمراد بأحدهما ما يراد بالآخر.))» ا ه وفى حاشية ياسين على شرح الفاكهى لقطر الندى (ج ٢ ص ٢١٧ ما نصه : «(قال الشاطبى فى شرح الألفية : اسم الفاعل دال ـ