المسألة ١٠٢ :
اسم الفاعل ، اسم المفعول ، الصفة المشبهة.
تعريف كلّ ، وصوغه ، وإعماله.
اسم الفاعل. تعريفه :
(اسم مشتق ، يدل على معنى مجرد ، حادث (١) ، وعلى فاعله). فلابد أن يشتمل على أمرين معا ؛ هما : المعنى المجرد الحادث ، وفاعله ، مثل كلمة : «زاهد» ، وكلمة : عادل» فى قول القائل : (جئنى بالنّمر الزاهد ، أجئك
__________________
(١) أى : عارض ، يطرأ ويزول ؛ فليس له صفة الثبوت والدوام ، ولا ما يشابههما. ويسالنى بعض النحاة فى التعريف عن كلمتى : «اسم ، مشتق» بحجة أنه لا يوجد : (لفظ يدل على معنى مجرد ، غير دائم ، وعلى فاعله) إلا وهو اسم مشتق. وهذا صحيح. ولكنا ذكرناهما مبالغة فى الإيضاح.
أما المعنى المجرد ، أو الحدث المحض ... فقد بسطنا الكلام فيه نى هامشى ص ١٨١ و٢٠٧ ـ ودلالة اسم الفاعل على هذا المعنى المجرد هى دلالة مطلقة ؛ أى : صالحة للقلة والكثرة ، إلا إذا وجدت قرينة توجه المعنى لأحدهما وحده ـ كما سيجىء فى الصفحة الآتية ـ.
وأما المقصود من المشتق فهو : المأخوذ من كلمة أخرى مع تقاربهما لفظا ومعنى. كما سبق. ـ وفى ص ١٨٢ بيان مفصل عن أصل المشتقات وعددها ... و .. ـ وأما المعنى الحادث ، (أو : غير الدائم ، وغير الشبيه بالدائم) فهو الأمر الطارئ الذى يحدث ويزول من غير أن يدوم ، أو يطول ثباته وبقاؤه حتى يقارب الدائم ، ومن غير أن يشمل الماضى.
وقد ارتضى صاحب «التسهيل» تعريفا آخر لاسم الفاعل لا يخرج ـ مع طوله ـ عن التعريف السابق ، ولكنه يزيده إيضاحا. فمن زيادة الفائدة أن نذكره. نقلا عن حاشية الخضرى ـ قال : «إنه الصفة الدالة على فاعل الحدث ، الجارية فى مطلق الحركات والسّكنات على المضارع من أفعالها فى حالتى التذكير والتأنيث ـ كما سيجىء فى ص ٣٠٨ ـ المفيدة لمعنى المضارع أو الماضى. فخرج بالدالة على الفاعل ، اسم المفعول ، وما بمعناه ؛ كمحمود ، وقتيل. وبالجارية على المضارع الجارية على الماضى ؛ كفرح ، وغير الجارية على فعل ؛ ككريم ، وبالتأنيث نحو : «أهيف» ؛ فإنه لا يجرى على المضارع إلا فى التذكير ؛ لأن مؤنثه هيفاء. ولمعناه أو معنى الماضى لإخراج نحو : ضامر الكشح ، مما يدل على الاستمرار. ويخرج به أيضا : أفعل التفضيل ؛ لأنه للدوام ، كما خرج بما قبله. «فهذه المخرجات ، ما عدا الأول والأخير ـ وهما اسم المفعول ، واسم التفضيل ـ صفات مشبهة ، ـ