و «تبيّن» مصدر الفعل الخماسى : «تبيّن» ، و «استفهام» مصدر الفعل السداسى : «استفهم» فإن صيغها الدالة على «المرة» هى : «إنعامة» ـ تبيّنة (١) ـ استفهامة ... نحو ، إن إنعامة الله تملأ النفس انشراحا ـ تبيّنة الحق جلبت الخير ، ودفعت البلاء ـ استفهامة وهداية (٢) ، خير من صمت وضلالة.
فإن كان مصدر الفعل غير الثلاثى مشتملا فى أصله على تاء التأنيث فإنه لا يصلح للدلالة المباشرة على المرة ، ويجب زيادة لفظ آخر معه ، أو قيام قرينة تدل عليها. نحو : «استعانة» تقول : استعانة واحدة بأريحىّ قد تمنع خطرا داهما. والغالب فى اللفظ الآخر أن يكون نعتا ؛ كالمثال السالف.
* * *
ب ـ وإذ أردنا أن ندل على «الهيئة» بمصدر الثلاثى ـ فوق دلالته على المعنى المجرد ـ صغناه بالطريقة السالفة على وزن : «فعلة» ، (بأن نجئ بمصدر الفعل الثلاثى ، دون غيره من الأفعال التى ليست ثلاثية ونحذف ما فيه من الحروف الزائدة إن وجدت ،) ثم (نزيد فى آخره تاء التأنيث) ، ثم (نجعله على صورة : «فعلة») فهذه أمور ثلاثة لا بد من تحققها ؛ فنقول فى مصادر الثلاثى السالفة : إخذة ـ قعدة ـ فرحة ـ جيلة (٣) ... ؛ نحو : إخذة القطّ فريسته مزعجة ـ قعدة الوقور جميلة ـ فرحة العاقل يزينها الاعتدال ـ جيلة (٤) الرّحالة شاهدة برغبته فى كشف المجهول. والمعنى : هيئة أخذ القط ، وطريقته فى الأخذ ... ـ هيئة قعود الوقور ، وطريقته ، وشكل قعوده ... ـ هيئة فرح العاقل وصورته فى أثناء فرحه ... ـ هيئة جولان الرحّالة ، وشكل جولانه ، ومنظره ...
فإن كانت صيغة المصدر الأصلى موضوعة فى أصلها على وزن : «فعلة» الخاص «بالهيئة» ؛ نحو : عزّة ـ نشدة (٥) ـ رخوة (٦) ... وجب
__________________
(١) يجب فتح ما قبل تاء التأنيث هنا وفى كل موضع آخر.
(٢) أى : مع هداية : بمعنى أنها تؤدى إليها.
(٣ و٣) أصلها : «جولة» ، (قلبت الواو الساكنة ياء بعد الكسرة ...).
(٤) نشد الرجل مأربه نشدا ، ونشدة : طلبه وسعى وراءه.
(٥) استرخاء.