الأول والثانى بغير تشديد الثانى) ـ وجىء بالمصدر على ذلك الوزن للتكثير. وقال الفراء وجماعة من الكوفيين : إنه مصدر : «فعّل» ـ مفتوح العين المشددة ـ ورجحه ابن مالك وغيره ؛ لكون هذا المصدر للتكثير ، و «فعّل» المضعف العين للتكثير أيضا ، ولكونه نظير «التفعيل» فى الحركات ، والسكنات ، والزوائد ؛ ومواقعها (١) ...
وأسماعىّ هو أم قياسى؟ قولان ، أظهرهما أنه قياسىّ (٢). أما «التّفعال» بكسر التاء ، كالتّبيان والتّلقاء فليس بمصدر ، بل بمنزلة اسم المصدر (٣).
وإن كان الماضى رباعيّا على وزن : «أفعل» صحيح العين فمصدره على : «إفعال» نحو : أجمل الخطيب القول إجمالا محمودا ، وأحسن الإلقاء إحسانا بارعا. فإن كان معتل العين نقلت فى المصدر حركة عينه إلى فاء الكلمة ، وحذفت العين ، وعوض عنها ـ غالبا ـ تاء التأنيث فى آخره ، نحو : أقام إقامة ـ أبان إبانة ـ أعان إعانة .... والأصل : إقوام ـ إبيان ـ إعوان. فعين المصدر حرف علة متحرك بالفتح وقبله حرف صحيح ساكن ؛ فنقلت حركة حرف العلة ـ العين ـ إلى الساكن الصحيح قبله ؛ (تطبيقا للأساليب العربية وضوابطها). وحذف حرف العلة الأول للتخلص من التقاء الساكنين ؛ فصار
__________________
لا يمنعنك من بغا |
|
الخير تعقاد التمائم |
جاء فى كتاب الامتناع والمؤانسة (لأبى حيان التوحيدى ـ ج ٢ ص ٢ الليلة السابعة عشرة) بيان لكلمة «تذكار» وأنها مصدر له نظائر على وزنه.
(١) من الأمثلة أيضا : تجوال وتطواف ـ بفتح التاء فيهما ـ وقد عرض لهما الصبان (ج ٣ باب : «ما لا ينصرف» فى آخر الكلام على صيغة منتهى الجموع) وسجل ما نصه «(إنهما مصدران لجال وطاف. وقيل : لتجوّل وتطوّف.)» ا ه.
(٢) أخذ مجمع اللغة العربية القاهرى بهذا الأظهر بعد دراسة وافية ، ورجوع لآراء المتقدمين ومنها : «(ما قاله صاحب التسهيل ، ونصه : «قد يغنى فى التكثير عن «التفعيل» ، «تفعال» فقال شارحه ابن أم قاسم ما نصه : (ظاهر كلام النحويين أنه مقيس ، وقد نص بعضهم على أنه مقيس)» ا ه. راجع ص ٢٥٧ الجلسة السابعة من محاضر الدورة العاشرة.
(٣) ما سبق منقول عن الصبان فى هذا الوضع. لكن ما المراد مما هو بمنزلة اسم المصدر؟
لعله يريد : أنه اسم مصدر (وسيجىء الكلام عليه فى ص ٢٠٧) والمراجع اللغوية ـ كالقاموس وشرحه ـ مختلفة فى الحكم على هاتين الكلمتين ؛ فقيل : إنهما مصدران على الشذوذ ـ بسبب كسر التاء ـ وقيل : اسما مصدر ، وقيل ... غير ذلك ...