وقد يكون على «فعال» بتخفيف العين ؛ كقراءة من قرأ : «وكذّبوا بآياتنا كذابا»
فإن كان معتل اللام فمصدره «التفعيل» أيضا ، ويجب حذف ياء «التفعيل» والاستغناء عنها بزيادة تاء التأنيث فى آخر المصدر ـ وزيادتها فى هذه الصورة لازمة ـ فيصير : «تفعلة» ؛ نحو : رضّى ترضية ، وزكّى تزكية ، وورّى تورية ؛ مثل : (رضّى الأخ البارّ أخاه ترضية كريمة ، وزكّاه تزكية صادقة ، وحين رأى منه بادرة إساءة ، ورّى (١) تورية تمنعه من التمادى).
وأصل الأفعال : من غير التضعيف : رضى ـ زكا ـ ورى ـ فهى معتلة اللام ومصادرها مع التضعيف من غير حذف وتعويض هى : ترضيّا ـ تزكيّا ـ توريّا .. حذفت الياء الأولى التى هى «ياء التفعيل» وعوّض عنها ـ وجوبا ـ تاء التأنيث فى آخر المصدر ؛ فصار : ترضية ـ تزكية ـ تورية ... كما عرفنا. ومن الشاذ عدم الحذف. أو عدم التعويض.
وإن كان مهموز اللام (٢) فمصدره «التفعيل» ، أو : التفعلة» ـ وهذه هى الأكثر ـ نحو : برّأ تبريئا وتبرئة ، وجزّأ تجزيئا وتجزئة ، وهنّأ تهنيئا وتهنئة ، وخطّأ تخطيئا وتخطئة (٣).
«ملاحظة» : مذهب البصريين أن «التّفعال» ـ بفتح التاء وإسكان الفاء ـ مثل (٤) : ، تذكار ، بمعنى : التذكّر ، هو مصدر : «فعل» (المفتوح
__________________
(١) دفع ، أو أشار.
(٢) أى : أن الحرف الأخير من أصول الكلمة همزة ؛ نحو : برأ ـ خبأ ـ هنىء.
(٣) يجوز فى الكلمات : تبريئا ـ تجزيئا ـ تهنيئا ـ تخطيئا ـ وما شابهها ـ أن يقال فيها تبريّا ـ تجزيّا ـ تهنيّا ـ تخطيّا ... فقد جاء على هامش القاموس فى مادة : «خطأ» عند الكلام على «خطية» ما نصه الحرفى.
«(عبارة الجوهرى : «خطيئة» هى «فعيلة» ، ولك أن تشدد الياء ، ـ يريد أنك تقول : «خطيّة» بقلب الهمزة ياء ثم تدغم الياءين ـ ؛ لأن كل ياء ساكنة قبلها كسرة ، أو واو ساكنة قبلها ضمة ، وهما زائدتان للمد لا للإلحاق ، ولا هما من نفس الكلمة ـ فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واوا ، وبعد الياء ياء ، وتدغم. فتقول فى مقروء : مقروّ ، وفى خبىء : خبىّ.)». ا ه.
(٤) ومن الأمثلة أيضا : «تطيار» مصدرّ بمعنى : «طيران» فى قول عمرو السدوسى :
فأصبحت مثل النّسر طارت فراخه |
|
إذا رام تطيارا يقال له قع |
و «تعقاد» مصدر بمعنى : «العقد» فى قول المرقش السدوسى :