فإذا زيد فى آخره الياء المشددة ، وبعدها تاء التأنيث المربوطة (١) ، صارت الكلمة : «إنسانية» وتغيرت دلالتها تغيرا كبيرا ؛ إذ يراد منها فى وضعها الجديد معنى مجرد ، يشمل مجموعة الصفات المختلفة التى يختص بها الإنسان ؛ كالشفقة ، والحلم ، والرحمة ، والمعاونة ، والعمل النافع .. و .. ولا يراد الاقتصار على معناها الأول وحده ، ومثلها : الاشتراك والاشتراكية ـ الأسد والأسدية ـ الوطن والوطنية ـ التقدّم والتقدّمية ـ الحزب والحزبية ـ الوحش والوحشية ـ الرّجع والرجعية ـ و ... وهكذا
وليس لهذا النوع من المصدر القياسىّ صيغ أخرى ، ولا دلالة غير التى شرحناها. ولا أحكام نحوية تخالف الأحكام العامة التى لكل اسم من سائر الأسماء ، إلا أنه اسم جامد ، مؤول بالمشتق ، يصح أن يتعلق به شبه الجملة ، ـ كما سبق (٢) ـ ويصح أن يكون نعتا ، وحالا ... و ... (٣) بخلاف النوعين السابقين ، فهما اسمان جامدان ، ولكل منهما أحكام خاصة به ، وأوزان وطرق لصياغته (٤) على حسب البيان التالى :
__________________
(١) وتسمى «تاء النقل» ؛ لأن الاسم قبل مجيئها كان مختوما بياء النسب التى تجعله فى حكم المشتق. فلما جاءت هذه التاء نقلته إلى الاسمية المحضة ، وخلصته للدلالة على الحدث ، أى : على المعنى المجرد.
(٢) فى «ب» من هامش ص ١٨٢ ...
(٣) عرضت المراجع القديمة لهذا المصدر الصناعى القياسى بما لا يخرج عما قدمناه. وكذلك عرض له مجمع اللغة القاهرى عرضا موجزا فى دور انعقاده الأول ، وفيما يلى النص الحرفى ـ كما ورد فى محضر الجلسة الثانية والثلاثين من محاضر جلسات دور الانعقاد الأول ص ٤٢٦ ـ على لسان أحد الأعضاء قال : (حاجتنا إلى المصدر الصناعى ماسة فى علم الكيمياء وغيره من العلوم. وقد قال العلماء إنه من المولد المقيس على كلام العرب. وتخريجه سهل ، لأن هذا المصدر مكون من اللفظ المزيد عليه ياء النسب ، وتاء النقل ، على رأى أبى البقاء فى : «الكليات»). ا ه. ـ وتقدم المراد من تاء النقل فى رقم ٤ من هامش الصفحة السالفة ـ.
ثم جاء فى المحضر بعد ذلك ما نصه : (أن عضوا آخر قرأ نصوصا من شرح القاموس فى مادة : «كيف» ونصوصا أخرى من «كليات أبى البقاء» وأن مناقشة الأعضاء فى هذه النصوص انتهت إلى القرار الآتى وهو : «إذا أريد صنع مصدر من كلمة يزاد عليها ياء النسب والتاء») ا ه. وقد وافق عليه المجلس نهائيا طبقا لهذا ، ولما فى ص ٢١ من كتاب المجمع المشتمل على القرارات العلمية من الدورة الأولى إلى الدورة الثامنة والعشرين.
(٤) الأصل فى المصدر الصريح بأنواعه الثلاثة السالفة الخالية من الدلالة على المرة أو الهيئة أن يدل على المعنى المجرد ... (وهو ـ كما فى ص ١٨١ وب من ص ١٨٣ ـ المعنى العقلى المحض الذى لا وجود له فى غير الذهن) ، فلا يدل ـ بصيغته ـ على ذات ، ولا على زمن ، ولا إفراد ، ولا تثنية ، ولا جمع ـ