ويدخل فى نوع المصدر الأصلى المصدر الدال على «المرة (١) والهيئة» فوق دلالته على المعنى المجرد ، ولكنه لا يذكر إلا مقيدا بذكر المرة أو الهيئة (٢).
ثانيها : المصدر الميمى (٣) ، وهو : (ما يدل على معنى مجرد ، وفى أوله «ميم» زائدة ، وليس فى آخره ياء مشددة زائدة بعدها تاء تأنيث مربوطة (٤)) ، ومن أمثلته : مطلب ـ مضيعة ـ مجلبة ـ معدل .. (بمعنى : طلب ـ ضياع ـ جلب ـ عدول) فى قول بعض الحكماء : «ينبغى للعاقل إذا عجز عن إدراك مطلبه ألّا يسرف فى الهمّ ؛ فإن الإسراف فيه مضيعة للحزم ؛ مجلبة لليأس ، معدل عن السّداد. وإذا ضاع الحزم ، وأقبل اليأس ، واختفى السداد ـ فرّت فرص النجاح ، وساءت الحياة».
وهو قياسىّ ، ويلازم الإفراد ، والراجح أنه لا يعدّ من المشتقات (٥). وسيجىء تفصيل الكلام على طريقة صياغته ، وفائدته ، وبقية أحكامه الأخرى (٦) :
ثالثها : المصدر الصناعى ؛ ـ وهو قياسى ـ ويطلق على : كل لفظ (جامد أو مشتق ، اسم أو غير اسم) زيد فى آخره حرفان ، هما : ياء مشددة ، بعدها تاء تأنيث مربوطة ؛ ليصير بعد زيادة الحرفين اسما دالّا على معنى مجرد لم يكن يدل عليه قبل الزيادة. وهذا المعنى المجرد الجديد هو مجموعة الصفات الخاصة بذلك اللفظ ، مثل كلمة : إنسان ، فإنها اسم ، معناه الأصلى : «الحيوان الناطق»
__________________
(١) سيجىء الكلام عليه فى ص ٢٢٥.
(٢) فى ص ٢٠٧ تعريف مفيد آخر للمصدر.
(٣) له بحث مستقل فى ص ٢٣١.
(٤) يسميها بعضهم : «تاء التأنيث» ، ويسميها غيرهم : «تاء النقل» من حالة إلى أخرى ؛ كالنقل من المذكر المؤنث ، أو من الوصفية (الاشتقاق) إلى الاسمية المحضة ... (كما فى مجلة المجمع اللغوى ، ج ١ ص ١٤ ، وانظر رقم (١) من هامش الصفحة الآتية) والأمران سيان. ولكن التسمية الأولى أشهر وأوضح. وهى بكل أسمائها علامة قاطعة على التأنيث اللفظى (وقد فصلنا هذا فى ج ٤ م ١٦٩ ص ٥٤٢ باب : التأنيث ، وفى هامشى ص ٥٤٦ و٥٤٧.)
(٥) كما سبق فى «ب» هامش ص ١٨٢ ، وكما سيجىء فى ص ٢٣٤ و٢٣٥ لكن يصح أن يتعلق به شبه الجملة ؛ كالشأن فى المصادر الأصلية الصريحة.
(٦) فى ص ٢٣١.