الفتح ، وقلب حرف العلة الذى قبلها ياء ساكنة تدغم فى ياء المتكلم المبنية على الفتح (١) وعلى هذا تكون الأسماء السالفة المضافة معربة بحركات مقدرة ، منع من ظهورها السكون الذى فوق الياء الأولى ، وهو السكون الآتى للإدغام ، ولا يصح أن تكون فى حالة الرفع مرفوعة بالواو ـ كالشأن فى الأسماء الخمسة ، لأن شرط إعراب الأسماء الخمسة بالحروف ألا تكون مضافة لياء المتكلم. والذين يقولون إن المحذوف من كلمة : «فم» ياء ، لاواو ، يرجعون هذه الياء ويدغمونها فى ياء المتكلم (٢) ، ، ولا يختلف الإعراب هنا عن سابقه.
(وستجىء إشارة لبعض ما سبق فى باب المنادى المضاف لياء المتكلم ـ ج ٤ ص ٤٣ م ١٣١).
* * *
د ـ بمناسبة ما سبق من الكلام على إضافة الاسم المعتل الآخر بالواو المحذوفة ... لم أر فيما بين يدى من المراجع حكما للاسم المعرب المعتل الآخر بالواو الثابتة عند إضافته لياء المتكلم (٣). ولعل السبب أن هذا النوع من الأسماء المعتلة لا يعرفه العرب الأقدمون ؛ إذ لم برد منه إلا بضع كلمات معربة ؛ تكاد لا تزيد على ثلاثة ، لهذا لم يدخله النحاة فى اعتبارهم عند تقسيم الاسم المعتل الآخر وأحكامه ؛ فقسموه إلى المعتل بالألف ، وإلى المعتل بالياء ، وتركوا الاسم المعتل الآخر بالواو (٤).
لكنا اليوم لا نستطيع إهماله ؛ لشيوعه بيننا ، وكثرة التسمية به ، فمن أسماء الناس المتداولة : حميدو ـ زندو ـ زوغو ـ روميو ـ غاليليو ـ كاسترو ـ ...
__________________
(١) وهل يكسر ما قبل هذه الياء المشددة تشديد إدغام؟ لعل الأنسب هو الكسر ، مراعاة لضوابط العامة ، وإن كنت لا أعرف فيه نصا خاصا بهذه المسألة.
(٢) راجع الصبان ج ١ عند الكلام على الأسماء الخمسة ، وبيت ابن مالك : «وشرط ذا الإعراب أن يضفن لا ...» وج ٢ فى آخر باب «المضاف إلى ياء المتكلم». ويكملهما ما جاء فى الهمع ج ٢ ص ٥٤.
(٣) أما معتل الآخر بالألف أو بالياء فيجىء حكمه فى ص ١٧٧.
(٤) لنا فى هذا رأى (سجلناه فى ج ١ ص ١٢٢ ، ١٢٥ م ١٥) مقتضاه أنه لا يمكننا إغفال هذا القسم اليوم. ووضعنا له الحكم المناسب. وأوضحنا هناك ما يؤيد هذا الحكم ، كما تكلمنا على حكم تثنيته وجمعه فى الجزء الرابع (م ١٧١ بهامش ص ٤٥٧).