فإن كانت الإضافة غير محضة مثل : «مصاحب» ؛ فى نحو : الوالد مصاحبى غدا فى الرحلة ، ـ لم يجز شىء من هذه الأمور الأربعة. ووجب إثبات ياء المتكلم مع بنائها على السكون ـ وهو الأكثر ـ أو على الفتح ، وكسر ما قبلها فى الحالتين ؛ لأن الكسرة هى التى تناسبها.
* * *
ب ـ النحاة يعتبرون الإضافة لياء المتكلم المذكورة فى الجملة نصّا ، نوعا من «الإضافة الظاهرة». ويسمون الإضافة إلى ياء المتكلم المنقلبة ألفا ؛ أو المحذوفة بعوض أو بغير عوض ـ «الإضافة المقدرة» (١).
* * *
ح ـ يدخل فى حكم الصحيح عند إضافته لياء المتكلم الأسماء الخمسة الآتية : (أب ـ أخ ـ حم ـ فم ـ هن) ، ودخولها قائم على الرأى الشائع الذى يحسن الاقتصار عليه عند إضافتها ، وهو يقضى بعدم إرجاع الحرف الأخير المحذوف من تلك الأسماء ، وباعتباره عند إضافتها كأن لم يكن ؛ فهى أسماء معربة بحركات مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها كسرة المناسبة. فبالرغم من أن أصلها : (أبو ـ أخو ـ حمو ـ هنو ـ فوه ... ـ بالرغم من ذلك الأصل نقول ـ فى الرأى الشائع ـ عند إضافتها : أبى ـ أخى ـ حمى ـ هنى ـ فى ... بزيادة ياء المتكلم ، مبنية على السكون ، مع كسر ما قبلها.
أما «ذو» التى تعرب إعراب الأسماء الخمسة السابقة فلا يصح إضافتها لياء المتكلم ـ كما سبق فى بابها ، ج ١ ص ٧٠ م ٨ ـ
وهناك رأى آخر ؛ لا يحسن الأخذ به ، وإنما نذكره ـ كالمعتاد فى أمثاله ـ لنفهم به ما ورد مما ينطبق عليه فى الكلام المأثور ، دون محاكاة ، وهو رأى مستنبط من بضعة أمثلة قليلة مسموعة عن بعض قبائل. ومقتضاه : وجوب إرجاع الحرف المحذوف من تلك الأسماء الخمسة عند إضافتها ، وتسكينه ، واعتبار الاسم المضاف بعد إرجاع المحذوف وتسكينه ، نوعا من المعتل الآخر يجب معه بناء ياء المتكلم على
__________________
(١) سبقت الإشارة لهذا فى رقم ٣ من هامش ص ٧.