زيادة وتفصيل :
١ ـ إذا كانت الإضافة محضة جاز فى الحالات السابقة واحد من أمور أربعة أخرى :
إما حذف ياء المتكلم ، مع بقاء الكسرة التى قبلها لتدل عليها ، وإما قلب الكسرة التى قبل الياء فتحة ، وقلب ياء المتكلم ألفا ؛ ففى نحو : «نفسى ووطنى» من المثال السابق (١) نقول : وقفت نفس على خدمة وطن ، (٢) أو : وقفت نفسا على خدمة وطنا ..
وإما حذف هذه الألف مع بقاء الفتحة التى قبلها دليلا عليها ؛ نحو وقفت نفس على خدمة وطن.
وإما حذفها ومجىء تاء التأنيث (٣) عوضا عنها : بشرط أن يكون المضاف منادى ، ولفظه : «أب» ، أو : «أم» ـ نحو : يا أبت ، يا أمّت (٤) ... ولا يجوز الجمع بين التاء والياء.
وكل ما تقدم بشرط أن يكون أمر الياء المنقلبة ألفا أو المحذوفة ـ واضحا ، فلا يحدث لبس أو فساد للمعنى بسببه. وبالرغم من جواز هذه الأمور الأربعة وصحتها عند تحقق هذا الشرط فالأفضل ـ اليوم ـ التخفف منها ومن محاكاتها ؛ لأنها ـ مع صحتها وجوازها ـ لا تخلو من غموض وخفاء يتنافيان مع الغرض الصحيح من اللغة ، واستخدامها أداة بيان وإيضاح. وحسبنا فهم ما ورد بها من الكلام القديم ؛ ولهذا نعرضها.
__________________
(١) فى ص ١٦٩ وهو : وقفت نفسى على خدمة وطنى ...
(٢) وكقوله تعالى : (ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي ، وَخافَ وَعِيدِ.) أى : وعيدى. ولو لا أن ياء المتكلم محذوفة لوجب نصب كلمة : «وعيد» كما يقضى سياق الآية فى سورة «إبراهيم». وفى هذه السورة تكرر حذف ياء المتكلم مع بقاء الكسرة قبلها.
(٣) مبنية على الفتح ، أو على الكسر ، وكلاهما قوى كثير. أو على الضم ، وهو قليل ، (كما سيجىء فى ج ٤ ، باب «النداء» م ١٣١ ص ٤٦ ، حيث الكلام على طريقة كتابتها.)
(٤) المنادى فى هاتين الصورتين منصوب بفتحة ظاهرة دائما ـ على الرغم من أن تاء التأنيث توجب فتح ما قبلها حتما ـ ؛ إذ لا داعى للإطالة بأنه منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها الفتحة التى جاءت لمناسبة التاء. وهذا المنادى مضاف ، وياء المتكلم المحذوفة مضاف إليه وجاءت تاء التأنيث ـ وهى حرف ـ عوضا عنها ، مع بقائها حرفا للتأنيث كما كانت ، وليست بالمضاف إليه ـ
كما سيجىء فى ج ٤ فى باب المنادى المضاف لياء المتكلم م ١٣١ ص ٤٦.