للإضافة ـ كالتنوين ... وإنما تظل أحكام الإضافة سارية بعد الحذف كما كانت قبله.
ويشترط فى المضاف المذكور إن كان اسما تامّا (١) أن يعطف عليه اسم عامل فى لفظ مشابه للمضاف إليه المحذوف فى صيغته ومعناه ؛ ليدل على المحذوف نصّا ؛ فيكون فى قوة المذكور ، نحو : أنفقت ربع ونصف المال ، أى : أنفقت ربع المال ونصف المال. فحذف المضاف إليه الأول بعد تحقق الشرط المطلوب ، وهو وجود اسم معطوف : (نصف) وهذا المعطوف عامل فى لفظ آخر (نعنى به : المال) وهو مشابه للمحذوف فى صيغته ومعناه ؛ فاستغنينا بالمذكور عن المحذوف ؛ أى : أن المضاف إليه الثانى دل على الأول المحذوف (٢) ، ومثل قول الشاعر :
سقى الأرضين الغيث سهل وحزنها (٣) |
|
فنيطت (٤) عرى (٥) الآمال بالزرع والضّرع (٦) |
أى : سهلها وحزنها. وقول الفرزدق :
يا من رأى عارضا يسرّ به |
|
بين ذراعى وجبهة الأسد |
__________________
(١) أما ظروف الغايات ؛ (مثل : قبل ، بعد ، ونظائرهما) فلا يشترط فيها هذا ، كما تقدم عند الكلام عليها. (وقد سبق شرح الأسماء التامة ، والغايات فى هوامش ص ١٣١ و١٤١ و١٦٥ ...).
(٢) هناك تقدير آخر فيه تكلف ... وملخصه ، أن الأصل : أنفقت ربع المال ونصفه. ثم تأخر المضاف إليه ، فصارت الجملة : أنفقت ربع ـ ونصفه ـ المال ـ ثم حذفت الهاء تحسينا للفظ ، ولا داعى لهذا التكلف والالتواء الذى لا فائدة منه.
ويقول الفراء : إذا كان الاسمان المضافان متصاحبين فى الاستعمال الكلامى الكثير كاليد والرجل ، و «قبل وبعد» أضيفا معا للمضاف إليه المذكور ، ولا شىء محذوف ، ولا متقدم أو متأخر عز مكانه. وفى هذا راحة وتيسير ، ولكن الأول أدق. برغم أن نتيجة الآراء الثلاثة واحدة.
(٣) الحزن : الأرض الغليظة ، الصلبة. (ضد السهلة).
(٤) فتعلقت.
(٥) جمع : عروة ، وهى الجزء البارز من الإناء وغيره ، كى يمكن إمساك الإناء منه ، وكأنه حلقة مستديرة ـ أو نحوها ـ مما يكون متصلا بظاهر الإناء ، كى تمسكه اليد فى سهولة.
(٦) الضرع : المكان الذى يتجمع به لبن الحيوانات اللبنية فى آخر بطنها ، والمراد ، هنا تلك الحيوانات نفسها.