ب ـ يجوز حذف المضاف إليه ، ولهذا صور ثلاث (١) :
الأولى : أن يحذف المضاف إليه ، وينوى معناه ؛ فيبنى المضاف على الضم (ولا يصح أن يكون معربا ، ومنونا). وهذه الصورة تتحقق حين يكون المضاف كلمة : «غير» أو ظرفا من الظروف الدالة على الغاية مثل : قبل ـ بعد ، ... أو اسما آخر يشبهها ؛ مثل : حسب ... وسواها مما سردناه وشرحناه قريبا (٢) ؛ نحو : استشار المريض الطبيب ليس غير ، ولم يستمع لأحد قبل. والأصل ـ مثلا ـ : ليس أحد غير الطبيب ، ولم يستمع لأحد قبل الطبيب. فلما حذف المضاف إليه ونوى معناه بنيت «غير» ، و «قبل» على الضم ...
الثانية : أن يحذف المضاف إليه ولا ينوى لفظه ولا معناه ، فيرجع المضاف إلى حالته الإعرابية قبل الإضافة ، ويردّ إليه ما حذف للإضافة ؛ كالتنوين ... و ... فكأنّ الكلام فى أصله خال من الإضافة ؛ نحو قوله تعالى : (وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى)، أى : وكلّ فريق. وقوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا (٣) فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) ، ونحو : تشعبت فروع التخصص فبعض زراعى ، وبعض طبىّ. وبعض هندسىّ ... أى : فبعض الفروع ...
ويتحقق هذا فى الأسماء بنوعيها : التامة (٤) وغير التامة (ولا سيما ما كان منها دالّا على الإحاطة والشمول ، أو البعضية ؛ كما فى الأمثلة).
الثالثة : أن يحذف المضاف إليه وينوى ثبوت لفظه ؛ فيبقى المضاف على حاله التى كان عليها قبل الحذف ؛ فلا يتغير إعرابه ، ولا يرد إليه ما حذف
__________________
(١) إذا كان المضاف إليه هو «ياء المتكلم» تميز بأحكام خاصة ، هامة تجىء فى ص ١٦٩ وما بعدها ـ م ٩٧ ـ
(٢) فى ص ١٣١ و١٤١ وما بعدهما.
(٣) «أيا» أداة شرط ؛ للعموم والإبهام. «تدعوا» فعل شرط ، مضارع ، مجزوم بحذف النون ، وواو الجماعة فاعل «وما» زائدة.
(٤) فى رقم ١ من هامش ص ١٣١ أن المراد بالأسماء التامة هنا ما لا تدل على الغايات ، المشروحة فى هامش ص ١٤١.
أما غير التامة فهى قبل وبعد وأشباههما و ... مما شرحناه فى هذا الباب فى ص ١٣١ وما يليها.