أى : بين ذراعى الأسد ، وجبهة الأسد. ولا فرق فى المعطوف العامل بين أن يكون مضافا يعمل الجر فى المضاف إليه ـ كالمثالين السالفين ، ـ وأن يكون عاملا آخر غير مضاف ؛ نحو ، قول الشاعر
علّقت آمالى فعمّت النعم |
|
بمثل أو أنفع من وبل (١) الدّيم (٢) |
أى : بمثل ، أو : بأنفع (٣) ...
وقد يحذف المضاف إليه (٤) ويبقى المضاف على حاله إذا كان هذا المضاف معطوفا على مضاف إلى مثل المحذوف ، ـ وهذه الصورة عكس السابقة ـ ومنها الحديث الذى رواه البخارىّ عن أحد الصحابة ونصه : غزونا مع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) سبع غزوات وثمانى ، بفتح الياء بغير تنوين. والأحسن الاقتصار فى هذ النوع على المسموع.
* * *
ح ـ إذا وقع بعد المركب الإضافى (كعبد العزيز ـ وشمس الدين ـ وسيف الله ... وأنواع العلم الكنية ...) نعت (٥) ، فهو للمضاف ؛ لأن المضاف
__________________
(١) الوبل : المطر الشديد.
(٢) جمع : ديمة ، وهى المطر الذى يطول زمنه بغير رعد ولا برق.
(٣) اكتفى ابن مالك فى الإشارة إلى الأحوال السابقة بقوله الموجز :
ويحذف الثّانى فيبقى الأوّل |
|
كحاله إذا به يتّصل |
بشرط عطف وإضافة إلى |
|
مثل الّذى له أضفت الأوّلا |
يقول : إن الثانى ، (وهو : المضاف إليه) يحذف ولا يتأثر الأول (وهو المضاف) بالحذف ، بل يبقى على حاله الأول حين اتصاله بالمضاف إليه المحذوف. وهذا بشرط أن يكون المضاف الباقى على حاله معطوفا عليه ، والمعطوف مضاف إلى لفظ مثل المحذوف الذى أضيف إليه الأول الباقى بعد الحذف.
ثم انتقل بعد هذا إلى الكلام على الفصل بين المتضايفين فقال بيتين سبق شرحهما فى موضعهما الأنسب من ص ٥٨ وهما :
فصل مضاف شبه فعل ما نصب |
|
مفعولا او ظرفا أجز ، ولم يعب : |
فصل يمين. واضطرارا وجدا |
|
بأجنبىّ ، أو : بنعت ، أو : ندا |
(٤) إذا كان غير ياء المتكلم. فإن كان ياء المتكلم فله الأحكام الخاصة الآتية فى ص ١٦٩ و١٧٢.
(٥) انظر فى ص ٤٤٤ ما يتصل بحكم النعت وغيره من التوابع إذا كان المتبوع كنية.